رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

نتفليكس تستعد لغزو عالم البودكاست في 2026

بوابة الوفد الإلكترونية

في تحول استراتيجي جديد قد يُعيد تشكيل مستقبل صناعة المحتوى الرقمي، تستعد منصة نتفليكس لإطلاق أولى خطواتها الجادة في عالم البودكاست الصوتي والمرئي مطلع عام 2026، بعد سنوات من هيمنتها على قطاع البث المرئي.

 ويبدو أن الشركة تخطط لتحويل البودكاست إلى ساحة جديدة للمنافسة مع عمالقة مثل يوتيوب وسبوتيفاي، عبر استراتيجية طموحة تهدف إلى بناء مكتبة ضخمة من برامج البودكاست ذات الشعبية الواسعة.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة هوليوود ريبورتر، بدأت نتفليكس بالفعل في التواصل مع عدد من أبرز وكلاء المواهب في شركات WME وUTA وCAA، حيث أرسلت "عشرات الطلبات" بحثًا عن صفقات ترخيص جديدة مع منشئي البودكاست البارزين حول العالم. وتعمل الشركة على ضم محتوى جاهز يمتلك جمهورًا كبيرًا قبل الإطلاق الرسمي للخدمة في الربع الأول من عام 2026.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن بدأت نتفليكس مؤخرًا في ترخيص مجموعة من بودكاست الفيديو من Spotify Studios وThe Ringer، وهي الصفقة التي من المتوقع أن تُشكّل حجر الأساس في مكتبتها الجديدة من المحتوى الصوتي المصوّر. وتشمل القائمة بودكاستات شهيرة مثل برامج بيل سيمونز وزاك لو، إلى جانب سلاسل شهيرة تدور حول الجرائم الحقيقية مثل "القتلة المتسلسلون" والمسلسل التحليلي The Rewatchables الذي يحظى بمتابعة واسعة بين عشاق السينما والدراما.

وذكرت مصادر قريبة من الشركة أن نتفليكس تسعى لأن تكون خدمة البث الصوتي الجديدة امتدادًا طبيعيًا لتجربتها في الفيديو، بحيث تجمع بين عناصر المشاهدة والاستماع في منصة واحدة، مما يتيح للمستخدمين الانتقال بسهولة بين المسلسلات والأفلام والبودكاست دون الحاجة إلى تطبيقات خارجية.

من ناحية أخرى، كشفت وكالة بلومبرج عن مفاوضات متقدمة بين نتفليكس وشركة iHeartMedia، وهي واحدة من أكبر منتجي البودكاست في العالم والمسؤولة عن برامج شهيرة مثل Stuff You Should Know وThe Breakfast Club. وتسعى نتفليكس، بحسب التقرير، إلى إبرام صفقة حصرية مع الشركة الأمريكية تُتيح بث هذه البرامج عبر منصتها فقط، ما يعني توقف نشرها على يوتيوب، المنافس الأكبر في سوق البودكاست المرئي، والذي تجاوز عدد مستخدميه النشطين في هذا المجال مليار مشاهد شهريًا مع بداية عام 2025.

وبينما تتطلع نتفليكس إلى الاستفادة من قوتها الإنتاجية والتقنية لتقديم تجربة استماع ومشاهدة متكاملة، يرى محللون أن هذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه قطاع البودكاست نموًا هائلًا من حيث عدد المستمعين والعائدات الإعلانية. وتشير التوقعات إلى أن سوق البودكاست سيصل إلى 20 مليار دولار سنويًا بحلول 2030، وهو ما يُفسر حرص نتفليكس على دخول المجال مبكرًا وبشراكات قوية تضمن لها موطئ قدم بين كبار اللاعبين.

ويقول خبراء الإعلام إن هذه الخطوة قد تُغيّر طريقة استهلاك المحتوى الرقمي، إذ إن نتفليكس تمتلك البنية التحتية المتكاملة التي تُمكّنها من دمج الفيديو مع الصوت بسهولة، مما يُتيح للمستخدم تجربة مختلفة تمامًا عن البودكاست التقليدي. كما أن دخولها إلى هذا السوق سيُشعل المنافسة مع سبوتيفاي التي استثمرت مليارات الدولارات خلال السنوات الماضية في تطوير محتوى حصري، ومع يوتيوب الذي يُعد المنصة الأكثر شعبية لمشاهدة البودكاست بالفيديو.

وتعتمد استراتيجية نتفليكس الجديدة على استغلال خوارزميات التوصية القوية لديها لاقتراح بودكاستات تناسب ذوق كل مستخدم، تمامًا كما تفعل مع الأفلام والمسلسلات. ومع توفر محتوى صوتي حصري وإمكانية الدمج مع العروض المصورة، قد تُصبح المنصة قريبًا وجهة متكاملة لكل ما يتعلق بالمحتوى الترفيهي.

ومن المتوقع أن تكشف الشركة خلال النصف الثاني من عام 2025 عن تفاصيل إضافية تتعلق بتجربتها الأولى في البث الصوتي، وربما عن تصميم واجهة جديدة تسمح بدمج ملفات الصوت والفيديو في تجربة واحدة سلسة.

بهذا التحرك، تبدو نتفليكس وكأنها تُعيد رسم حدود الترفيه الرقمي، فلا يكفيها أن تكون عملاق الأفلام والمسلسلات، بل تسعى لتصبح منصة شاملة تجمع بين المشاهدة والاستماع، في خطوة قد تغيّر مستقبل البودكاست وتضع المبدعين والمستمعين أمام حقبة جديدة من التفاعل والإبداع في عالم الصوت والصورة.