رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

العلاقات السياسية تلقي بظلالها على "جائزة الفيفا للسلام" مع اقتراب قرعة مونديال 2026 في واشنطن

ترامب
ترامب

مع إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم عن استحداث "جائزة الفيفا للسلام"، بدأ الحديث يتوسع حول الخلفيات السياسية والدبلوماسية التي ترافق إطلاق الجائزة، خاصة أنها ستُمنح لأول مرة خلال قرعة كأس العالم التي تحتضنها العاصمة الأميركية واشنطن في ديسمبر المقبل، في توقيت حساس يشهد تصاعداً في التوترات الدولية وتداخل السياسة في كل الملفات الكبرى عالمياً.

ويرى مراقبون أن اختيار واشنطن تحديداً لإعلان الجائزة الجديدة لا يأتي فقط ضمن سياق التحضير لمونديال 2026، بل يحمل رسائل سياسية مرتبطة بكون الولايات المتحدة لاعباً مباشراً في عدد كبير من النزاعات والقضايا الدولية، وهو ما يعزز من طبيعة الجائزة ومنحها بعداً يتعلق بالتأثير السياسي للعواصم الكبرى على الساحة الرياضية.

وتزامن الإعلان عن الجائزة مع تحركات سياسية دولية لافتة، أبرزها تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً بشأن إمكانية نقل بعض مباريات كأس العالم المقبلة إلى مدن أكثر أمناً حال استدعى الأمر ذلك، وسط مخاوف داخل بعض الأوساط الأميركية من احتمالية حدوث توترات أمنية في بعض المدن المستضيفة. كما زاد الحديث حول العلاقة القوية التي تجمع ترامب برئيس الفيفا جياني إنفانتينو، والتي كانت محور تساؤلات داخل الإعلام العالمي أكثر من مرة في السنوات الأخيرة.

ولم يغب عن المشهد أيضاً تعيين إيفانكا ترامب مؤخراً في مجلس إدارة مشروع تعليمي مرتبط بالفيفا بقيمة 100 مليون دولار، وهو ما اعتبره البعض امتداداً لمسار النفوذ الأميركي على مستوى تداخل السياسة مع نشاط أكبر مؤسسة تنظيمية لكرة القدم في العالم. فيما يرى آخرون أن مشاركة شخصيات سياسية من هذا الحجم في مشاريع ذات صبغة دولية ضمن كرة القدم، يعطي مساحة أكبر لتوظيف الرياضة في مسارات التأثير الاجتماعي والإنساني، وليس كعملية تدخل سياسي مباشر.

وفي ظل تزايد هذه التساؤلات، تشير مصادر داخل الوسط الرياضي العالمي إلى أن الجائزة الجديدة تمثل جزءاً من خطة أوسع لـ"دبلوماسية كرة القدم"، التي أصبحت تستخدم في دوائر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية كمنصة لتخفيف حدة العداوات وإبراز دور الرياضة في بناء الثقة بين الثقافات المختلفة. ويعتقد البعض أن الفيفا يسعى إلى أن يجعل كرة القدم أداة تأثير ناعمة في مناطق الصراع أكثر من كونها نشاطاً تنافسياً داخل الملعب فقط.

ومع اقتراب موعد قرعة كأس العالم في ديسمبر بواشنطن، تزداد التوقعات بأن حضور شخصيات دولية وسياسية بارزة قد يعطي للجائزة وزناً إعلامياً أكبر مما قد يحصل فيما لو تم تقديمها في بلد آخر. كما يُنتظر أن تعلن الفيفا لاحقاً عن المعايير الدقيقة الخاصة بطريقة اختيار المرشحين للفوز بالجائزة، وطبيعة الترشيحات، والجهات التي سيحق لها التقدم لها سنوياً.

وبينما تتجه الأنظار إلى واشنطن التي تستضيف أول إعلان رسمي عن هذه الجائزة، تبقى كرة القدم نفسها في قلب المشهد، باعتبارها الرابطة الأقوى التي تجمع الشعوب، سواء انطلقت الرسالة من ملعب أو من منصة دبلوماسية عالمية. وفي جميع الأحوال، تبدو الفيفا عازمة على تعزيز الدور الاجتماعي للعبة الشعبية الأكبر في العالم، مع الإصرار على إظهار قدرتها في التأثير خارج حدود الملاعب والتنافس الرياضي.