رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

نص خطبة الجمعة غدًا بعنوان "إدمانُ الأطفالِ السوشيالَ ميديَا"

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

 كشفت وزارة الأوقاف المصرية، عن نص خطبة الجمعة غدًا 7 نوفمبر 2025 م، الموافق 16 من جمادى الأولى 1447هـ، والتي تأتي بعنوان: "إدمانُ الأطفالِ السوشيالَ ميديَا".

نص خطبة الجمعة غدًا:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أحمدُه حمدَ الشاكرِ المعتبرِ، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ الواحدُ القهارُ، العزيزُ الغفارُ، سبحـانه هدى العقولَ ببدائعِ حكمِهِ، ووَسِعَ الخلائقَ بجلائلِ نعمِهِ، أقامَ الكونَ بعظمةِ تجليهِ، وأنزلَ الهُدى على أنبيائِهِ ومرسلِيهِ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، شرحَ صدرَه، ورفعَ قدرَه، وشرّفنا به، وجعلَنا أمّتَه، اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليه، وعلى آله وأصحابِه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعد،

فنعمُ الله تعالى لا تُحصى ولا تُعدُّ، ومننُ الله على عبادِه لا تقفُ عند حدٍّ، ووسائلُ التواصلِ الاجتماعيّ هِبةُ اللهِ في هذا الزمانِ، و جسرُ الاتصالِ ما بين البلدانِ والأوطانِ، فهي ساحةٌ واسعةٌ لنشرِ الخيرِ والهُدى، وبثِّ المعرفةِ التي تعمُّ بالفائدةِ على الورى، تفتحُ أبوابَ الرزقِ والتجارةِ لكل ساعٍ، وتزيدُ من فرصِ الحياةِ الطيبةِ لكل راجٍ، فبينَ يديكَ أداةٌ فعّالةٌ لنقلِ الخبراتِ، وتحقيقِ الإنجازاتِ، وتجاوزِ المسافاتِ، وتعلمِ المهاراتِ، مزيجٌ عجيبٌ مدهشٌ من تجلّي اللهِ تعالى على عبادِه باسمِه المنعِمِ، قال تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾

خطبة الجمعة:

أيها الأكارمُ، قد تتحولُ نعمةُ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي إلى نقمةٍ بسوءِ استخدامِها، وكثرةِ العكوفِ عليها، فإدمانُ السوشيالِ ميديا له آثارُهُ المُدمرةُ التي تبدأُ بضياعِ الأوقاتِ الثمينةِ، مرورًا بتحويلِ المنصاتِ إلى مواطنَ للغيبةِ والنميمةِ الإلكترونيةِ، ونشرِ التعليقاتِ السلبيةِ، وصولًا إلى المجاهرةِ بالمعاصي ونشرِ الفواحشِ وتتبعِ العوراتِ، فيؤدي ذلك إلى تفكيكِ النسيجِ المجتمعي ونشرِ الإشاعاتِ، وإغراقِ الأفرادِ في علاقاتٍ وهميةٍ سطحيةٍ قائمةٍ على الإعجاباتِ، فيحدثُ للأسرةِ تفكيكًا لعلاقاتِها وجمودًا لحواراتِها، ويجدُ المرءُ نفسه غارقًا في عزلةٍ وانفصالٍ عن الواقعِ، وتتفاقم الكارثةُ بتصدرِ رؤوسٍ جُهّالٍ للفتوى والتخوضِ في أمورِ التخصصِ بغير علمٍ ولا إحاطةٍ بفقهِ المآلاتِ، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾.

موضوع خطبة الجمعة غدًا

سادتي الكرامُ، كم من ساعةٍ انقضتْ أمام محتوى لا يُغني؟ وكم من فرصةٍ ذهبتْ أمام مقطعٍ له مشاهداتٌ تطغي؟ وكم من صلاةٍ أُجِّلتْ بسبب إشعاراتٍ تُلهي؟ فأعيدوا لمواقعِ التواصلِ دورَها، فليس الحلُّ في الرفضِ المطلقِ والاعتزالِ التامِّ بل في التوازنِ والاعتدالِ في الاستعمالِ، فاجعلوا لهذا العالمِ وقتًا معلومًا وغايةً مرسومةً، فلا نتتبع كلَّ خبرٍ أو صورةٍ أو معلومةٍ، ولا بدَّ أن نكونَ فاعلين لا متفاعلين، ننتقي المفيدَ وننشرَ الخيرَ الرقميَّ، ونحذرُ الشرورَ والفتنَ والمغرياتِ الإلكترونيةِ، فلا تحولوا النعمةَ إلى نقمةٍ، ولا الأداةَ إلى آفةٍ، وكونوا من الذين يقتصدونَ في كل أمورِهم ويحسنونَ تدبيرَ وقتِهم ومواردِهم، وحافظوا على عقولِكم سليمةً صافيةً، وعلى قلوبِكم نقيةً زكيةً، ولا تسلموها لتياراتٍ عابرةٍ وموجاتٍ متلاطمةٍ، قال الجنابُ المعظمُ: «نِعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصحةُ والفراغُ».