رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

هَذَا رَأْيِى

وقف الخلق ينظرون كيف ابنى قواعد المجد وحدى، هذا هو عنوان الليلة الكبيرة لافتتاح المتحف المصرى الكبير.. سيذكر التاريخ أن الأول من نوفمبر عام 2025 هو يوم سيُحفر بأحرف من نور فى تاريخ مصر والعالم..لم يكن اختيار شهر نوفمبر لافتتاح المتحف المصرى الكبير صدفه لكنه جاء ليواكب اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون فى 4 نوفمبر عام 1922 على يد عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر، عن طريق الطفل حسين عبدالرسول من أبناء الاقصر وهذا الاكتشاف أبهر العالم وساعد فى الترويج لروائع الحضارة المصرية القديمة، خاصة كنوز الملك الذهبى التى عرضت كاملة فى قاعات المتحف الكبير..بعيدا عما أُثير حول الإخراج والإعداد والمونتاج والتقديم والمشاركين وأن الكثير من كل هذه المراحل والاختيارات لم تكن بمستوى الحدث، وكذلك عن الموسيقى التى لم تكن معبرة عن مراحل العرض، وبعيدا عمن حضر ومن لم يحضر فمصر يا سادة بمن حضر.. وبعيدا عن من دعى لحضور أم لم توجه اليه الدعوى- وأنا واحد منهم- إلا أننا علينا أن نفتخر بهذا اليوم وأن نبى عليه لنتجاوز ما شابه من «ديفهوات» أو هفوات وأن نستمد منه العظة والعبرة والخلود ليحتفل بنا القادم من الأجيال كما نحتفى بأجدادنا وما قدموه من ثقافة وعلم فى كافة فروعه من طب وهندسة وفلك وعمارة وتحنيط ونحت وبناء وكيمياء وفيزياء ومعرفة جعلتهم محط أنظار البشرية عبر العصور ومن أعمالهم وعملهم فخر لحضارة راسخة عظيمة هى الحضارة المصرية القديمة.. فبعد سنوات طويلة من العمل والترقب، والذى بدأ كفكرة عام 1992 وبدأ إنشاؤه فى 2005، يقدم المتحف تجربة متكاملة للزائرين فى الثقافة والمعرفة.. المتحف المصرى الكبير لا يعرض الكنوز وحسب، بل يشرَّح الأسرار..فعلى مَرأى من الأهرام، حيث يَقف التاريخ شاهدًا وحارسًا على عظمة مصر الحضارية لصناعة الخلود ذاته..فى هذا الصرح الكبير، الذى تمتد جذوره عبر آلاف السنين لتلامس واجهته عنان السماء..فى المتحف المصرى الكبير لا يسير الزائرون بين المقتنيات، بل يخطون داخل «تجربةٍ» فكرية وروحية هائلة. كل قطعة أثرية هى «نتيجة» لعبقرية المصرى القديم وكل تمثال هو «برهان» على عظمة الحضارة المصرية..المتحف المصرى الكبير لم يُصمم ليكون مجرد مكان لعرض الآثار، بل كمركز عالمى للأبحاث الأثرية والترميم والتعليم، ومنبرًا للحوار بين الثقافات.. يدمج المتحف أحدث تقنيات العرض المتحفى، بما فى ذلك الواقع الافتراضى (VR) والواقع المعزز (AR)، وشاهدنا كيفية ربط قبة المتحف بالإهرمات الثلاثة لتقديم تجربة تفاعلية رائعة للزوار..
تصميم المتحف ليس الهدف منه الفرجة على على آثار وحسب، بل راعوا فى تصميمه ما يعرف بالهندسة المقدسة وظهر هذا فى اختيار الرقم 10 و22، الرقم 10 بيمثل «السفيروت»، وهى العشرة نقط الأساسية اللى بتكون «شجرة الحياة» وتمثل خريطة خلق الكون وتجلى القوة الإلهية عند القدماء المصريين، الـ22 دى بتمثل رحلة الصعود والوصول للمعرفة وكذلك روعى فى الصميم وظيفة طقوسية محسوبة (يعنى معمول بحساب دقيق لمواعيد النجوم والشمس).. وهذا يعنى إنهم وضعوا بنية كونية وفلكية مقصودة فى قلب المتحف ليمجدوا «قوة الشمس الكونية».. حينما تردف قداماك مدخل المتحف يستقبلك تمثال رمسيس الثانى فى البهو الرئيسى للمتحف ثم تصعد على الدرج العظيم: وهو ممر صاعد مهيب تُعرض على جانبيه تماثيل ضخمة لملوك وآلهة مصر القديمة، ينتهى بإطلالة بانورامية على أهرامات الجيزة..المتحف المصرى الكبير يضم متحف مركب «مركب خوفو« (مركب الشمس) الذى تم نقله فى عملية هندسية معقدة ليُعرض فى مبنى خاص به فى عملية هندسية معقدة.. المتحف المصرى الكبير يقوم على اساس أن الحضارة ليست حجارة تُرص بل هى فكرة لشرح وتحليل ماضى وتاريخ حضارة عظيمة تمتلك مفاتيح التطور والخلود.. المتحف المصرى الكبير هو الأول من نوعه فى طرازه وتصميمه وبنائه ومحتواه وسط المتاحف العالمية..هنيئًا لمصر بمتحفها الفريد، وهنيئًا للعالم بهدية أم الدنيا.
[email protected]