رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

المرأة المصرية في المشهد الكروي العالمي .. ما القصة ؟

الحكمة شاهندة المغربي
الحكمة شاهندة المغربي

ترشيح الحكمة المصرية شاهندة المغربي لجائزة أفضل حكمة كرة قدم في العالم لعام 2025 يفتح باباً جديداً للنقاش في ملف تمثيل المرأة في صناعة كرة القدم، ليس فقط في مصر، ولكن في المنطقة العربية وقارة إفريقيا بالكامل، فالحدث هذه المرة ليس مجرد اسم يظهر في قائمة شرفية، بل مرشحة رسمياً تقف في منافسة مباشرة مع حكام دوليين كبار، وهو ما يعكس تحولاً واضحاً في نظرة الفيفا للكوادر العربية النسائية، وقدرتها على الظهور في أهم المناسبات الرياضية.

طوال عقود، كانت الصورة النمطية داخل كرة القدم المصرية ترى أن دور المرأة داخل اللعبة ينحصر في إطار محدود بين اللعب في مسابقات محلية أو العمل بملفات تنظيمية أو إعلامية، دون تخطي الخط الأحمر الحقيقي وهو منطقة التحكيم، التي كانت محجوزة للرجال فقط. لكن ترشيح شاهندة المغربي اليوم يمثل حالة كسر لهذه القاعدة التاريخية، ويعيد بناء الصورة الذهنية حول قيمة المرأة ودورها داخل النظام الكروي.

والمثير في الأمر أن رحلة شاهندة لم تعتمد على زخم إعلامي مصطنع أو دعاية اجتماعية، بل على شغل عملي فعلي داخل بطولات رسمية، بداية من دوريات نسائية، وصولاً إلى بطولات قارية وعالمية، مروراً بأكبر نقطة تأثير محلي وهي إدارتها مباراة رسمية في الدوري المصري الممتاز للرجال، وهو مشهد غير مسبوق داخل مصر.

وجود شاهندة في قائمة الأفضل من الفيفا يعني أن هناك رسالة ضمنية تتجاوز شخصها، وتذهب باتجاه "المنظومة"، وتنقل صورة بأن مصر قادرة على إنتاج نماذج نسائية رياضية لها حضور عالمي. 

كما أن هذا الترشيح يمنح الثقة للجيل القادم من الفتيات الراغبات في دخول كرة القدم من بوابة التحكيم، في ظل ثقافة مجتمعية في مصر ما زالت في كثير من الأحيان تنظر للتحكيم كملف ذكوري بالكامل.

بالإضافة لذلك، فإن هذه الخطوة تفتح الباب أمام الدولة المصرية والمؤسسات الرياضية لتبني ملف استثمار أكبر في التحكيم النسائي، من خلال إعداد برامج تدريب متخصصة واكتشاف مواهب نسائية مبكراً، وهو ما يضع مصر في منافسة حقيقية مستقبلية مع مدارس مثل المغرب ونيجيريا وجنوب إفريقيا التي بدأت فعلاً في بناء منظومة تحكيم نسائي قوية خلال السنوات الأخيرة.

المشهد اليوم ليس مجرد حدث إعلامي أو خبر موسمي.. بل تطور في صورة تمثيل المرأة عربياً داخل المنظومة الأكبر في كرة القدم، ويعيد وضع مصر في تصنيف جديد داخل منظومة تقييم كفاءة الحكام لدى الفيفا. وربما بعد سنوات قليلة، نشاهد أكثر من اسم مصري يسير على نفس الطريق، لأن أول خطوة تحطيم حاجز تم بالفعل، والباب الآن مفتوح للبقية.