رأس تمثال من عصر تحتمس الثالث.. هل للملك نفسه أم لمسئول شئون الملك الأول
هناك الكثير من التساؤلات حول رأس تمثال تم إعادته إلى مصر وهو من عصر تحتمس الثالث، حيث تساءل الكثيرون هل للملك نفسه أم لمسئول شئون الملك الأول ؟ ولو كان مسئولًا كبير أيام تحتمس الثالث فربما يكون "من خبر رع سنب الأول" وكان مسؤولًا بارزًا في عهد الملكين تحتمس الثالث وأمنحتب الثاني، وقد شغل منصب الكاهن الأكبر لآمون، وبالتالي كان أهم مسؤول ديني في عصره.
تحتمس الثالث هو الملك الخامس من الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة ويُعتبر أحد أعظم المحاربين والقادة العسكريين والاستراتيجيين في التاريخ، كما يُعرف بكونه الملك المقاتل الأول في مصر وأبرز الفاتحين في عهد الدولة الحديثة.
حكم تحتمس الثالث مصر رسميًا من تتويجه في 28 أبريل عام 1479 قبل الميلاد، عندما كان في الثانية من عمره، وحتى وفاته في 11 مارس عام 1425 قبل الميلاد. غير أن أول اثنين وعشرين عامًا من حكمه كانت بالشراكة (حكمًا مشتركًا) مع زوجة أبيه وعمّته حتشبسوت، التي كانت تحمل لقب ملك وبعد وفاة حتشبسوت عام 1458 قبل الميلاد، أصبح تحوتمس الثالث الحاكم الوحيد لمصر.
أقام تحتمس الثالث ما لا يقل عن سبع مسلات معظمها موجود الآن في عدد من عواصم العالم منها المسلة الموجودة في لندن (هي إحدى مسلتين أقامهما تحتمس الثالث أمام معبد الشمس بهليوبوليس وقد نقلهما مهندس إغريقى يدعى بنتيوس إلى الإسكندرية ليوضعا أمام معبد إيزيس، وقد سقطت هذه المسلة من فوق قاعدتها في خلال القرن الرابع عشر من الميلاد، ويقال أن محمد على باشا أهداها إلى بريطانيا عام 1831 م ولكنها لم تصل إلى لندن إلا في عام 1878 م حيث ظلت ملقاة على الأرض طوال ذلك الوقت لعدم التمكن من نقلها حتى تكفل بتكاليف نقلها السير أرزمس ولسن فصنع لها سفينة خاصة لنقلها، وقد تعرضت السفينة في طريقها للعودة للغرق نتيجة عاصفة قامت في خليج بسكاى ولكن تم إنقاذ المسلة ووصلت سالمة.
ومسلة أخرى موجودة حاليا في إسطنبول هي إحدى مسلتين أقامهما تحتمس أمام الصرح السابع (بوابة عظيمة) بمعبد الكرنك وقد نقلها الأمبراطور ثيودورس عام 510 م، وفي الواقع تمثل هذه المسلة الجزء الأعلى فقط من مسلة كانت في الأصل أطول بكثير من أية مسلة موجودة الآن.
وله مسلة أخرى موجودة في نيويورك أقامها تحتمس أمام معبد الشمس فهذه المسلة ومسلة لندن توأمان، وهي قائمة الآن في سنترال بارك، كما أمر تحتمس في أواخر أيامه بأن تقام مسلة أمام الصرح الثامن من معبد الكرنك ولكنها لم تُستكمل بسبب وفاته، وتركت في مكانها لمدة 35 عاما إلى ان عثر عليها تحتمس الرابع واقامها في المكان الذي كانت معده له وتوجد الآن في روما امام كنيسة القديس يوحنا باللاتيران، قام قسطنطين الأكبر عاهل الدولة الرمانية بنقل هذه المسلة التي تزن 455 طن إلى الأسكندرية عام 330 بعد الميلاد لأرسالها إلى بيزنطة لتجميل عاصمته الجديدة، ولكنه فشل في نقلها فبقيت وظلت في مكانها مدة 27 عاما حتى قام ابنه قسطنطنيوس بنقلها إلى روما وأقمها في ميدان ماكسيماس، وفي عام 1587 م كشف عنها ووجدت محطمة إلى ثلاث قطع فتم إصلاحها وترميمها على يد دومنيكو فونتانا بأمر من البابا سكتس الخامس ونصبت في مكانها الحالى بميدان اللاتيران، كما أمر أيضا بأن يرفع الصليب على قمتها اعتقادا منه أن ذلك رمز لانتصار المسيحية على الوثنية.