رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

"السبورتيكي".. عصابات رقمية جديدة تهدد الرياضيين في روسيا

بوابة الوفد الإلكترونية

لم تعد الشبكات الإجرامية في روسيا تقتصر على الطرق التقليدية، بل تطورت إلى ما يُعرف اليوم باسم "السبورتيكي" — وهي مجموعات من الشبان الأقوياء يتم استئجارهم عبر قنوات مشفرة في تطبيق تليغرام لتنفيذ أعمال عنف أو اختطاف مقابل المال، في ظاهرة آخذة بالانتشار وأصبحت تهدد حتى الرياضيين المشهورين.

التحقيقات الأخيرة في قضية محاولة اختطاف لاعب زينيت أندريه موستوفوي كشفت مدى تغلغل هذه الشبكات الرقمية في الشارع الروسي، إذ تبيّن أن الجناة الأربعة الذين نفذوا العملية تم تجنيدهم عبر قنوات مجهولة على تليغرام، مقابل الحصول على خمسة ملايين روبل نظير “تأديب” شخص تم وصفه بأنه “مدين كبير”.

هذه المجموعات تُعرف في الأوساط الأمنية الروسية باسم “السبورتيكي”، وهو مصطلح مشتق من كلمة “سبورت” (رياضة)، لأن أفرادها عادة من رياضيين سابقين أو شبان يتميزون بالبنية القوية.
وتُستخدم هذه العصابات غالبًا في مهام مثل تحصيل الديون، أو ترهيب أشخاص، أو تنفيذ عمليات خطف محددة الهدف، دون معرفة المنفذين لهوية الجهة التي تقف وراء الطلبات.

في الحالة الأخيرة، كان اللاعب موستوفوي الهدف الأول، لكن فشل العصابة في اختطافه جعلها تعود بعد يومين إلى المكان نفسه، وتخطف شخصًا آخر بالخطأ، اعتقدوا أنه اللاعب نفسه بسبب تشابه السيارة.

الشرطة الروسية تمكنت من تفكيك المجموعة بعد تتبع دقيق لإشارات الهواتف والسيارة المستخدمة، لتكتشف أن أحد المتورطين قريب نائب في مجلس الدوما، في حين أن الآخرين من أصحاب السوابق.
ووفق مصادر أمنية تحدثت لموقع Fontanka المحلي، فإن القنوات التي تُستخدم لاستئجار “السبورتيكي” تنشط بشكل متزايد على الإنترنت، حيث تُدار من قبل أطراف غامضة داخل روسيا وخارجها، وتستغل تطبيقات التواصل المشفرة لتجنيد الشباب.

الخبراء يرون أن انتشار هذه الظاهرة يمثل خطرًا مضاعفًا على المجتمع، إذ لا يقتصر تأثيرها على الجانب الأمني، بل يمتد إلى زعزعة الثقة العامة وإشاعة الخوف بين المشاهير ورجال الأعمال وحتى الرياضيين.
ويقول المحلل الأمني الروسي أندريه ميخائيلوف إن هذه الشبكات “تحول العنف إلى خدمة رقمية يمكن شراؤها بسهولة”، مشيرًا إلى أن “سهولة الوصول إليها عبر الإنترنت جعلت منها تهديدًا حقيقيًا للأمن الداخلي”.

من جهة أخرى، طالبت الأندية الرياضية في روسيا وزارة الداخلية بتعزيز برامج الحماية الأمنية للاعبين، خصوصًا في المدن الكبرى مثل سانت بطرسبورغ وموسكو، بعد تزايد الحوادث المرتبطة بالعصابات الإلكترونية خلال الأشهر الأخيرة.

ويبدو أن محاولة اختطاف موستوفوي ليست سوى جرس إنذار لبداية مرحلة جديدة من الإجرام الرقمي المنظم، الذي يجمع بين التكنولوجيا والعنف، ويضع السلطات الروسية أمام تحدٍ حقيقي في حماية نجومها من “مجرمي الإنترنت على الأرض”.