"إبؤرو".. لحن السلام الذي وحّد بين المآذن والأجراس في احتفالية المتحف المصري الكبير
شهدت مصر أمس حدثًا تاريخيًا لا يُنسى، حيث تم افتتاح المتحف المصري الكبير، الصرح الثقافي الذي يعتبر أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، ومن بين الفقرات الفنية المميزة التي أُقيمت خلال الاحتفالية، كانت هناك فقرة أنشادية تركت أثرًا عميقًا في نفوس المصريين، تمثل مزجًا رائعًا بين الإنشاد الإسلامي واللحن القبطي.
لحن إبؤرو في افتتاح المتحف:
اللحن الذي نُفذ خلال الاحتفالية يُسمى "إبؤرو"، وهو لحن قبطى أصيل، ترجع جذوره إلى الكنائس القبطية في مصر، الكلمة "إبؤرو" تعني باللغة القبطية "يا ملك السلام"، وتُعتبر دعاءً موجهًا إلى الله من أجل إدامة نعمة السلام على مصر، في إطار مناسبة عظيمة كهذه، وقد أضفى هذا اللحن جوًا روحانيًا على الاحتفال، خصوصًا أنه يُقال في الكنيسة في مناسبات مهمة مثل الأعياد، وأسبوع الآلام، وأثناء استقبال البطريرك والأساقفة.
مضمون اللحن ودلالته:
حمل اللحن في كلماته دعاءً عميقًا للسلام والمغفرة، ويُعبر عن وحدة مصر الدينية والروحية في أجمل صورها، الكلمات باللغة العربية تدعو إلى السلام والغفران، وتطلب من الله أن يُحسن حال الوطن والمواطنين:
"يا ملك السلام: أعطِنا سلامك: قرر لنا سلامك: واغفر لنا خطايانا.
فرّق أعداء الكنيسة: وحصّنها: فلا تتزعزع: إلى الأبد.
عمانوئيل إلهنا: في وسطنا الآن: بمجد أبيه: والروح القدس.
ليباركنا كلنا: ويطهر قلوبنا: ويشفي أمراض: نفوسنا وأجسادنا.
نسجد لك أيها المسيح: مع أبيك الصالح: والروح القدس: لأنك صُلبت وخلصتنا."**
الترجمة القبطية:
أما الترجمة القبطية التي يتم استخدامها داخل الكنائس والتي أُدّيت أمس خلال الاحتفال، فقد جاءت كالتالي:
"إبؤورو إنتي تي هيريني: موى نان إنتيك هيريني: سيم ني نان إنتيك هيريني: كانين نوفي نان إيفول.
جور إيفول إن ني جاجي إنتي تي إك إكليسيا: آري سوفت إيروس: إن نيسكيم شا إينيه.
إممانوئيل بين نوتي: خين تين ميتي تينو: خين إبؤأو إنتي بيف يوت: نيم بي إبنفما إثؤاب.
إنتيف إسمو إيرون تيرين: إنتيف توفو إن نين هيت: إنتيف طالتشو إن ني شوني: إنتي نين إبسيشي نيم نين سوما.
تين أوؤشت إمموك أو بخريستوس نيم بيك يوت إن أغاثوس: نيم بي إبنفما إثؤواب: جي أف أشك إكسوتي إممون.
دلالة اللحن في سياق الاحتفال:
اختيار هذا اللحن، الذي يجمع بين التراثين الإسلامي والمسيحي، لم يكن مجرد مصادفة، بل كان تعبيرًا عن الوحدة الوطنية العميقة التي تجمع جميع المصريين، والمتحف المصري الكبير ليس فقط معلمًا ثقافيًا، بل هو أيضًا تجسيد للتاريخ المشترك بين جميع أطياف المجتمع المصري، ومثال حي على كيفية تلاقي التاريخ والدين والفن معًا في وحدة واحدة.
في يوم افتتاح المتحف المصري الكبير، قدم المصريون صورة حية للوحدة الوطنية التي يجمعها حب الوطن، فرغم تنوع ثقافاتهم ودياناتهم، إلا أن لحن "إبؤرو" سطر لحظة من اللحظات الرائعة التي تُذكرنا جميعًا بأهمية السلام والوحدة في حماية هذا الوطن العظيم.

