رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

المتحف المصري الكبير.. كيف تحول من صرح ثقافي إلى ظاهرة رقمية عالمية؟

افتتاح المتحف المصري
افتتاح المتحف المصري الكبير

لم تمر ساعات قليلة على افتتاح المتحف المصري الكبير حتى اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي من القاهرة إلى أقصى الأرض. ملايين التغريدات، مقاطع الفيديو، والهاشتاجات اجتاحت الإنترنت وجعلت اسم المتحف يتردد بلغات العالم أجمع، وكأن الحضارة المصرية قررت أن تغزو الفضاء الرقمي بعد أن أبهرت البشرية على أرض الواقع.

المتحف يقتحم الترند العالمي

منذ لحظات الافتتاح، تصدرت هاشتاجات مثل "#المتحف_المصري_الكبير"، و"#GrandEgyptianMuseum"، و"#هدية_مصر_للعالم"، و"#مصر_بتفرح" قوائم الترند على منصات التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم. وباتت منصات مثل "إكس" (تويتر سابقًا) و"إنستجرام" و"تيك توك" تشهد تفاعلاً غير مسبوق، وسط موجة من الفخر والاحتفاء بالإنجاز المصري الجديد.

على منصة "إكس"، تفاعل الآلاف من المستخدمين مع كل لحظة من حفل الافتتاح، بداية من إطلالة المسلة العملاقة التي تعلو بهو المتحف وصولًا إلى عروض الموسيقى والضوء التي عكست روعة تاريخ مصر الفرعونية. دعوات لزيارة المتحف بمجرد فتح أبوابه للجمهور في 4 نوفمبر الجاري كانت حاضرة في التغريدات التي عكست إعجاباً بالمشهد المهيب.

صور ومقاطع وعروض مبتكرة في قلب الحدث

أما على "إنستجرام"، فقد غصت الصفحات بصور ومقاطع فيديو من حفل الافتتاح، مرفقة بتعليقات تتغنى بالتصميم المعماري الفريد الذي مزج بين الحداثة وروح التاريخ المصري القديم. الصور لم تقتصر على معالم المتحف وحدها، بل شملت ضيوف مصر الذين كانوا جزءًا من هذا الحدث الاستثنائي.

وفي الوقت الذي كان فيه الحدث يثير الإعجاب والدهشة في جميع أنحاء العالم، كان سر النجاح في تزايد الاهتمام الرقمي يعود أيضًا إلى الحملة الترويجية العالمية التي سبقت الافتتاح، الحملة التي اعتمدت على صور تشويقية، مقاطع قصيرة، ومواد باستخدام تقنيات الواقع المعزز، ساعدت في تحفيز الفضول العالمي وجعلت الجميع يتطلع لمشاهدته عبر الإنترنت.

المتحف يتحول إلى ظاهرة رقمية

لم يقتصر الاهتمام على منصات التواصل المعروفة مثل "إكس" و"إنستجرام"، بل شهدت منصات مثل "تيك توك" و"يوتيوب" أيضًا موجة واسعة من المشاركات التي نقلت تجربة الزيارة بشكل مبهج وسلس. المؤثرون والمستخدمون حول العالم شاركوا مقاطع احتفالية وأخرى تعليمية، مما ساهم في نشر الوعي الثقافي وجذب جيل جديد من الشباب المهتم بالتراث.

لكن ربما أبرز ما لفت الأنظار كان تحول المتحف إلى مادة غنية لصناعة "الميمز" (memes) والمحتوى المرح على الإنترنت، حيث تم استخدام مقاطع موسيقية ممزوجة بنغمات فرعونية وإعادة توظيفها بأسلوب عصري. من توت عنخ آمون إلى نفرتيتي، أصبحت هذه الرموز الحضارية المصرية القديمة أيقونات رقمية يعيشها جيل الإنترنت.

المتحف ليس مجرد صرح ثقافي بل مصدر إلهام رقمي

وفيما أصبح المتحف المصري الكبير واحدًا من أكبر قصص النجاح في العالم الرقمي، لم يعد مجرد صرح أثري يحفظ كنوز الماضي، بل تحول إلى علامة حية تُعبّر عن قدرة مصر على دمج ماضيها العريق مع الحاضر الرقمي. أصبح المتحف أكثر من مجرد معرض للآثار، فقد أصبح "نجمًا" في الفضاء الإلكتروني، متواصلاً مع جيل جديد من المستخدمين الذين يتفاعلون مع الحضارة المصرية عبر شاشاتهم.

كما كانت المعابد المصرية القديمة تُبنى لتظل صامدة لآلاف السنين، كذلك جاء المتحف المصري الكبير ليبني جسورًا مع المستقبل ويصل إلى كل شاشة في العالم، مما يعكس قدرة مصر على جعل حضارتها حية ومتجددة في الذاكرة العالمية، ليس فقط في القاعات، ولكن أيضًا في فضاء الإنترنت.