رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

القوة الناعمة تتصدر المشهد.. المتحف المصري الكبير يعيد تشكيل صورة البلاد أمام العالم برسائل الرياضة والفن والثقافة

افتتاح المتحف المصري
افتتاح المتحف المصري الكبير

في حدث غير عادي خطف الأنظار إقليمياً وعالمياً، تحول افتتاح المتحف المصري الكبير أمس السبت إلى منصة تعيد رسم صورة القوة الناعمة المصرية أمام العالم من جديد. 

فالمتحف لم يعد مجرد مبنى أثري ضخم أو صرح حضاري جديد يفتح أبوابه للزائرين، بل أصبح مشروع دولة ورسالة استراتيجية تؤكد أن مصر تمتلك أوراق تأثير ناعمة قادرة على صناعة الانبهار العالمي، ليس فقط عبر التاريخ والآثار، ولكن أيضاً من خلال توظيف الرياضة والإعلام والفن والثقافة في معركة الانطباع والتأثير العابر للحدود.

الدولة أعلنت الأمس يوم إجازة رسمية بمناسبة الافتتاح، وهو قرار لم يمر مرور الكرام على وسائل الإعلام الدولية، التي تعاملت مع هذا الحدث باعتباره نقطة تحول في السياسة الحضارية المصرية الحديثة، ورسالة مفادها أن المتحف مشروع قومي يليق بأن يتوقف المواطن فيه للاحتفال، كما توقفت الدول الكبرى من قبل عند لحظات مشابهة في تاريخها.

ولعل المشهد العربي كان لافتًا بوجود وفود من أكثر من 79 دولة عربية وأجنبية، بعضها حضر على مستوى وزراء، وسفراء، ورؤساء مؤسسات ثقافية وفنية ورياضية. 

هذا العدد عكس بوضوح أن مصر استطاعت من جديد أن تتصدر الواجهة الثقافية في المنطقة، رغم التنافس العالمي الشديد على صناعة الصورة والتأثير الإعلامي.

الأندية الرياضية في مصر لعبت دورًا مهمًا في تعزيز هذا التأثير، سواء عبر محتوى رسمي على مواقع التواصل أو عبر رسائل إعلامية مباشرة للجماهير، خاصة في ظل الانتشار الواسع للأندية المصرية على نطاق عربي. 

فالرياضة اليوم لم تعد منافسة داخل الملعب فقط، بل أصبحت قناة تأثير ناعم سريع الوصول للجمهور العربي والعالمي أسرع من أي وسيلة تقليدية.

ورغم أن العالم يعيش في عصر سريع ومزدحم بالرسائل الإعلامية والأحداث المتراكمة والمتداخلة، إلا أن مصر عادت في هذه اللحظة التاريخية لتفرض نفسها عبر التاريخ، وعبر الحضارة، وعبر سردية قوية تذهب إلى أبعد من فكرة المتحف كمساحة عرض مقتنيات، بل كأداة توظيف سياسي وثقافي وإعلامي في صياغة المستقبل. فالذي يتابع ردود الفعل الدولية يجد لغة إعجاب وانبهار، ويجد أيضاً تحليل لطبيعة هذا الاتجاه الحضاري الذي تسير عليه الدولة لترسيخ صورتها باستخدام أدوات ناعمة أكثر تأثيراً من الخطاب السياسي التقليدي.