من ميلانو إلى الرياض.. صراع إنزاجي وألجواسيل يتجدد في قمة الهلال والشباب
يتجدد الصراع بين المدرّبين الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق الهلال السعودي والإسباني إيمانول ألجواسيل، مدرب الشباب، مساء الجمعة، في واحدة من أبرز مواجهات الجولة السابعة من دوري روشن السعودي للمحترفين، حيث تجمعهما قمة مرتقبة ينتظرها عشاق الكرة السعودية بشغف كبير، خاصة في ظل القيمة الفنية العالية لكلا المدربين اللذين سبق لهما المواجهة في الملاعب الأوروبية قبل انتقالهما إلى المملكة.
ويعد اللقاء المقبل بمثابة الفصل الثالث من المواجهة الفنية بين إنزاجي وألجواسيل، بعد أن التقيا مرتين من قبل في دوري أبطال أوروبا موسم 2023-2024، عندما كان الإيطالي يقود إنتر ميلان، بينما كان الإسباني يشرف على تدريب ريال سوسيداد.
وشهدت تلك المواجهات تفوقًا تكتيكيًا متبادلًا بين الطرفين، دون أن يتمكن أي منهما من تحقيق الفوز على الآخر، ما يجعل الصراع في السعودية بمثابة محاولة جديدة لكسر التعادل بينهما وإثبات التفوق في مواجهة طال انتظارها.
وكانت أول مواجهة بين المدربين في 19 سبتمبر 2023، عندما استضاف ريال سوسيداد نظيره إنتر ميلان على ملعب «أنويتا» في إسبانيا، ضمن منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات في دوري الأبطال.
وانتهت تلك المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1، حيث تقدم برايس مينديز للفريق الإسباني، قبل أن ينجح الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز في إدراك التعادل لإنتر في الدقائق الأخيرة، لينجو إنزاجي من الخسارة في أول لقاء له ضد ألجواسيل.
وتجدد اللقاء بين المدربين في ديسمبر 2023 على ملعب «جوزيبي مياتزا» في مدينة ميلانو الإيطالية، ضمن الجولة الأخيرة من دور المجموعات، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي 0-0، بعد مواجهة تكتيكية مغلقة شهدت صراعًا قويًا بين أسلوب إنزاجي الهجومي المنظم ودفاع ريال سوسيداد المتماسك تحت قيادة ألجواسيل. ومع انتهاء مباراتي الذهاب والإياب بالتعادل، خرج كلا المدربين متكافئين في الأداء والنتائج، دون أن يتمكن أحدهما من فرض هيمنته على الآخر.
وفي نهاية دور المجموعات من ذلك الموسم الأوروبي، تصدّر ريال سوسيداد مجموعته برصيد 12 نقطة دون أي خسارة، بعد تحقيقه ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات، متفوقًا بفارق الأهداف على إنتر ميلان الذي جمع العدد نفسه من النقاط. إلا أن مشوار الفريقين في البطولة انتهى بالطريقة ذاتها، حيث ودّع ريال سوسيداد بقيادة ألجواسيل البطولة من دور الـ16 بعد الخسارة أمام باريس سان جيرمان بمجموع 1-4، بينما خرج إنتر ميلان مع إنزاجي من الدور ذاته بعد خسارته أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة 2-3 في مجموع المباراتين.
واليوم، وبعد انتقال إنزاجي إلى تدريب الهلال منذ مطلع الموسم الحالي، خلفًا لخيسوس، في إطار مشروع طموح يعزز حضور الهلال قارياً وعالمياً، يجد نفسه مجددًا في مواجهة خصم يعرفه جيدًا، لكن في أرض جديدة وبيئة مختلفة تمامًا. أما ألجواسيل، الذي يخوض أولى تجاربه في الملاعب العربية بعد مسيرة ناجحة في الليغا الإسبانية، فيسعى لتأكيد قدرته على التأقلم مع الكرة السعودية وتحقيق نتائج قوية مع الشباب.
المواجهة المقبلة بين الهلال والشباب لا تمثل مجرد مباراة في الدوري، بل صدامًا تكتيكيًا بين مدربين يحملان فكراً أوروبياً حديثاً، وسبق أن تقابلا في أجواء دوري الأبطال، ما يمنح المباراة طابعًا خاصًا ومذاقًا فنيًا فريدًا. وسيكون ملعب المباراة مسرحًا لتجدد التنافس بين العقلين الإيطالي والإسباني، في انتظار من سيكسر التعادل التاريخي بينهما هذه المرة على أرض السعودية.