رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

كلمات:

كأننا قد أدمنا المعارك الوهمية!.. نشعل معركة من لا شيء.. نخوض قتالًا على لا شيء.. نهدر قوتنا مقابل لا شيء.. نضيع وقتنا وعمرنا، والمحصلة لا شيء..

وها نحن ندق طبول معركة جديدة "لاشيئية"، ونشعل حربًا ونشحذ هممًا ونوقظ ألسنة وحناجر، ونستل سيوفًا وخناجر، ونحشو مدافع بدانات كلام فارغ، ونطلق صواريخ الشتم، ومناديب اللطم.. وهذه المرة ضد "أحمد الشرع"..

إيه الحكاية: الرئيس السوري تطاول على مصر!.. يا خبر اسود، تطاول على مصر ..كيف؟.. وقبل أن تسمع إجابة تنفجر مواسير الشتم: "أبو ضحكة لزجة".. "اللي بلده مستباحة".. "اللي بيركع أمام ترامب".. "اللي باع بلده لإسرائيل".. "المشكوك في شرعيته".. "الإرهابي السابق"" الجولاني نسي نفسه"..

تعود لتسأل: كيف تطاول هذا "الشرع" على مصر؟.. فلا تجد غير الشتم، وتهديدات من نوع "إوعي يا 'شرع' تجيب سيرة مصر".
وأصل الحكاية أن الرئيس السوري في زيارة إلى السعودية للمشاركة في مؤتمر عن مستقبل الاستثمار، وخلال المؤتمر تم استضافته في ندوة حوارية بحضور ولي العهد السعودي والعديد من رجال الدولة ، وأمام هذا الحشد راح "الشرع" يشكر السعودية، وإلى هنا ليس لمصر ولا للمصريين علاقة بالحكاية كلها.

ندخل في المهم: ما قاله الرجل عن مصر. قال "الشرع" بالحرف الواحد:

"سوريا اليوم ترتبط بعلاقات مثالية مع تركيا والمملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة، وهذه في رأيي دول ناجحة، مع كامل الاحترام لبقية الدول. فمصر والعراق وغيرهما حققا بدورهما نجاحات، غير أن هذه الدول الأربع تعمل بجهد مضاعف وبوتيرة سريعة لمواكبة التطور العالمي، لا سيما في المجالين التقني والتكنولوجي".

هذا نص ما قاله.. فأين التطاول؟ لقد قال إن مصر والعراق حققا نجاحات، وقال أيضًا "مع كامل احترامي لهما" (أي لمصر والعراق)، فأين التطاول؟.. آه، ربما تقصد قوله: إن الدول الأربع (السعودية والإمارات وقطر وتركيا) تعمل بجهد مضاعف وبوتيرة سريعة لمواكبة التطور التكنولوجي".. بالله عليك، هل هذا تطاول يستحق كل هذه الضجة الكبرى؟!..

أولًا: هذا رأيه وهو حر فيه، فليرَ ما يشاء وليقل ما يشاء.. ثم أستحلف كل من يشعلون المعارك ضد "الشرع"، وأسأل كل واحد منهم: هل أنت راضٍ عن التقدم التقني والتكنولوجي في مصر؟.. هل هذا ما تتمناه أو ترضاه لبلدنا؟.. أتوقع أن الجميع يتمنى أن نكون أفضل ألف مرة مما نحن فيه، ليس فقط في التكنولوجيا، ولكن في كل شيء.. وتلك هي معركتنا الحقيقية.. معركتنا يا سادة: هي بناء مصر قوية فتية غنية لتعود سيدة الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم.. هذا هو الهدف الذي يجب أن نسعى إليه جميعًا، وأن نفكر فيه، وأن نخطط له، وأن نبذل من أجله كل طاقاتنا وجهدنا وتفكيرنا ووقتنا.

هذه هي معركتنا الحقيقية: "تحقيق نهضة مصر"، ولن يفيدنا غيرها، أما غير ذلك، فهي معارك تؤخر ولا تقدم..

ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي الذي قال قبل نحو قرن من الزمان:
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما
وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ
وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما
وَكانَت مِصرُ أَوَّلَ مَن أَصَبتُم
فَلَم تُحصِ الجِراحَ وَلا الكِلاما