رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

دول تدفع المال لتشجيع الإنجاب سباق عالمي لمواجهة أزمة شيخوخة

بوابة الوفد الإلكترونية

تشهد العديد من دول العالم، لا سيما المتقدمة منها، سباقًا متصاعدًا لتشجيع مواطنيها على الإنجاب عبر حوافز مالية واستثناءات ضريبية في محاولة للحد من شيخوخة السكان وتراجع معدلات الخصوبة. ووفقًا لتقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، فإن هذه الظاهرة تمثل تهديدًا ديموغرافيًا واقتصاديًا متزايدًا، إذ يتراجع عدد الأشخاص في سن العمل مقابل ارتفاع أعداد كبار السن.

 

أزمة ديموغرافية عالمية

يشير الخبراء إلى أن معدل الخصوبة اللازم للحفاظ على استقرار عدد السكان دون الاعتماد على الهجرة يجب ألا يقل عن 2.1 طفل لكل امرأة، وهو المعدل الذي تتدنى دونه معظم الدول المتقدمة. ويُعزى انخفاض المواليد إلى عوامل اقتصادية وثقافية، أبرزها ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع الاستقرار المالي بعد الأزمات الاقتصادية الكبرى، خاصة أزمة عام 2008.

 

وبحسب دراسة أجراها صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن نحو 39% من المشاركين في 14 دولة أقروا بأن الصعوبات المالية كانت السبب الرئيس في إنجاب عدد أقل من الأطفال مقارنة بما يرغبون به.

حوافز متنوعة من أوروبا إلى آسيا

بولندا تقدم إعفاءً ضريبيًا كاملًا للأسر التي لديها طفلان أو أكثر حتى دخل سنوي يبلغ 140 ألف زلوتي (نحو 38 ألف دولار)، إضافة إلى برنامج "Family 800+" الذي يمنح 800 زلوتي شهريًا لكل طفل.

وفي المجر، تُعفى الأمهات اللاتي لديهن أربعة أطفال أو أكثر من ضريبة الدخل، كما توفر الحكومة قروضًا عقارية مدعومة بفوائد منخفضة للأزواج الراغبين في الإنجاب.

أما فرنسا فتعتمد نظام "المخصصات العائلية" للأسر التي لديها طفلان أو أكثر، في حين أطلقت إيطاليا "الإعانة الموحدة للأطفال" التي تمنح بدلًا شهريًا يعتمد على دخل الأسرة وعدد الأطفال.

إستونيا تقدم بدلات سخية تصل إلى 1848 يورو للطفل الثاني و3048 يورو لكل طفل ثالث فما فوق، إلى جانب إجازة أبوة مدفوعة الأجر. بينما تمنح روسيا ما يُعرف بـ"رأس مال الأمومة"، وهو دعم مالي مخصص للسكن أو التعليم أو التقاعد.

آسيا تدخل السباق

في تركيا، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان عام 2025 "عام الأسرة" متضمنًا دعمًا نقديًا جديدًا للمواليد، يبلغ 5000 ليرة للطفل الأول ودفعات شهرية للأطفال اللاحقين.

وتقدم كوريا الجنوبية إعانات شهرية تصل إلى مليون وون للأطفال دون عامهم الأول، بينما أطلقت اليابان خطة لتقليل تكاليف الزواج والتعليم وتشجيع الإنجاب عبر وكالة جديدة تُعنى بالأسرة والطفل.

أما فيتنام فقد أنهت سياسة الطفلين وبدأت تقديم مكافآت مالية لزيادة الخصوبة، في حين تمنح سنغافورة مكافآت نقدية وتفتح حسابات ادخار تطابقها الحكومة لدعم رعاية وتعليم الأطفال.

سباق مع الزمن

تحذر المنظمات الدولية من أن استمرار انخفاض معدلات المواليد سيؤدي إلى اختلالات اقتصادية واجتماعية عميقة خلال العقود المقبلة، ما يجعل دعم الأسرة والإنجاب قضية استراتيجية عالمية تتجاوز الحدود الوطنية.