كلام فى الهوا
«التظبيط» كلمة عامية تعنى التضبيط، يتسع معناها ليشمل ضبط النفس والدقة والإتقان فى كل شىء، وسبب تذكرى لتلك الكلمة «التظبيط» هو حوار للفنان عادل إمام فى فيلمه «مرجان أحمد مرجان» عندما قرر لحماية أعماله التجارية والصناعية الترشح لمجلس الشعب «حينذاك»، والعجيب أن الحوار جاء مخالفًا للمتبع من الدراما والأدب اللذين يميلان للرمز والترميز عندما يتناول أمورًا سياسية، فقال لسكرتيره «البلد دى عشان تعيش فيها لازم تظبط نفسك من فوق ومن تحت، عشان اللى فوق لو سابوك اللى تحت يلقفوك، ولو اللى تحت سابوك اللى فوق يحموك»، منتهى الانتهازية لنخبة تريد الحصول على كل شىء.. المناصب والمال والتهرب من سداد المستحق تحت حساب «الحصانة» هذه النخبة التى عبر عنها الحوار طبقة غير وطنية تلعب على الوجهين.. وجه للناس الغلابة «المرشحين» وآخر لرجال الدولة الذين «يحكمون» تجدهم باختصار يُزايدون عليك ويتهمونك أنت بالتقصير، حتى أصبح شعار تلك النخبة «الناس هى سبب ما نحن فيه» وليس هناك تقصير منهم على الإطلاق، ولا يستطيع أحد مواجهة من ظبط نفسه بعضوية المجلس من أجل «الحصانة» التى تمنع الاقتراب منه «ونِعم الظبط».