جوجل تطمئن مستخدمي Gmail.. لا اختراق أمني يؤثر على الحسابات
في خطوة لطمأنة مستخدميها، كررت شركة جوجل هذا الأسبوع تأكيدها بأن خدمة البريد الإلكتروني Gmail لم تتعرض لاختراق بيانات واسع النطاق يهدد حسابات المستخدمين، بعد انتشار تقارير إعلامية تحدثت عن تسرب محتمل لما يصل إلى 183 مليون كلمة مرور.
ليست هذه المرة الأولى التي تضطر فيها جوجل لإصدار بيان بهذا الصدد خلال العام الجاري. فقد أصدرت الشركة قبل عدة أشهر تصريحًا غير معتاد لتفنيد مزاعم تعرض Gmail لمشكلة أمنية خطيرة، وهو ما عادت لتكراره مجددًا في مواجهة التقارير الأخيرة التي أثارت القلق بين المستخدمين.
وأوضحت جوجل، من خلال منشورات على منصة X، أن الحسابات المدرجة في التقارير ليست على الأرجح ضحايا جدد لهجوم إلكتروني، وذكرت أن هذه الحسابات تم إضافتها مؤخرًا إلى قاعدة بيانات "Have I Been Pwned"، أو HIBP، وهي خدمة مجانية تتيح للمستخدمين معرفة ما إذا كانت بياناتهم الشخصية قد تعرضت للاختراق سابقًا.
وأشار موقع Bleeping Computer إلى تصريحات تروي هانت، مبتكر HIBP، الذي أكد في مدونته أن أكثر من 90% من بيانات الاعتماد المسروقة كانت موجودة مسبقًا، وبالتالي فهي ليست جديدة، ومع ذلك، أضاف هانت أن حوالي 16.4 مليون عنوان بريد إلكتروني ظهرت لأول مرة في قاعدة البيانات نتيجة اختراقات سابقة، ما يعني أن هذه البيانات قد تكون جديدة لبعض المستخدمين، لكنها لا تشير إلى حدوث اختراق حديث يستهدف Gmail مباشرة.
وفي بيان رسمي، أكدت جوجل أن التقارير التي تحدثت عن "اختراق أمني يؤثر على ملايين المستخدمين" غير دقيقة تمامًا، وقالت: "دفاعات Gmail قوية، والمستخدمون محميون، هذه التقارير تنبع من سوء فهم قواعد البيانات التي تجمع أنشطة سرقة بيانات الاعتماد المختلفة على الإنترنت، ولا تعكس أي هجوم جديد يستهدف أي شخص أو منصة أو أداة."
وتعمل جوجل على استخدام مجموعات بيانات الاعتماد المنشورة علنًا، مثل تلك الموجودة في HIBP، لتحذير المستخدمين بشكل استباقي من الخروقات المحتملة.
وتشجع الشركة دائمًا على اتباع إجراءات أمنية إضافية، مثل تفعيل التحقق بخطوتين واستخدام مفاتيح المرور، معتبرة أن الاعتماد على كلمات المرور وحدها لم يعد كافيًا في ظل تهديدات الأمن السيبراني المتزايدة. كما نصحت المستخدمين بإعادة تعيين كلمات المرور على الفور إذا كانوا يشتبهون في تعرض بياناتهم للخطر.
يأتي هذا التأكيد في وقت يزداد فيه القلق العام حول الأمان الرقمي، لا سيما بعد زيادة حوادث تسرب البيانات عالميًا خلال السنوات الأخيرة. وتشدد جوجل على أن المستخدمين يمكنهم التحقق من سلامة حساباتهم بسهولة عبر الخدمات الموثوقة، مع الالتزام بالممارسات الأمنية الحديثة لتقليل أي مخاطر محتملة.
في ظل هذه التطورات، يظل Gmail واحدًا من أكثر خدمات البريد الإلكتروني أمانًا في العالم، مع بنية تحتية قوية لمكافحة التهديدات الإلكترونية وحماية بيانات المستخدمين، في حين يظل توخي الحذر الشخصي وتطبيق إجراءات الأمان الموصى بها أساسًا للحفاظ على الخصوصية الرقمية.