رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

أمازون تُسرح 14 ألف موظف مع إعادة هيكلة تركز على الذكاء الاصطناعي

أمازون
أمازون

أعلنت شركة أمازون عن تسريح نحو 14 ألف موظف من مختلف أقسامها حول العالم، ضمن خطة لإعادة الهيكلة تهدف إلى تعزيز الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحسين كفاءة التشغيل.

ويأتي القرار بعد أسابيع من تقرير نشرته وكالة رويترز أشار إلى احتمال تسريح ما يصل إلى 30 ألف موظف، إلا أن الشركة أكدت لموقع Engadget أن عمليات التسريح الحالية تشمل 14 ألف وظيفة فقط، دون أن تحدد ما إذا كانت ستشهد جولات إضافية خلال الفترة المقبلة.

ورفضت أمازون الكشف عن الأقسام المتأثرة بالتفصيل، غير أن تقريرًا صادرًا عن بلومبرغ أوضح أن القرار شمل فرقًا متنوعة، من بينها وحدات ألعاب الفيديو والخدمات اللوجستية والمدفوعات الإلكترونية وخدمات الحوسبة السحابية. 

ويُعتقد أن إعادة الهيكلة تستهدف دمج فرق العمل وتبسيط المستويات الإدارية، بما يتيح توجيه الموارد نحو مجالات النمو الأسرع وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وقالت بيث جاليتي، نائبة الرئيس الأولى لتجربة الأفراد والتكنولوجيا في أمازون، في بيان رسمي إن "الشركة لا تمر بأزمة مالية، بل تحقق أداءً جيدًا"، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن "العالم يتغير بسرعة، والذكاء الاصطناعي يعيد رسم قواعد العمل". 

وأضافت أن هذا الجيل من الذكاء الاصطناعي يعدّ أكثر التقنيات تحولًا منذ ظهور الإنترنت، فهو يمكّن الشركات من الابتكار بسرعة غير مسبوقة، لذلك تعيد أمازون تنظيم أعمالها لتصبح أكثر مرونة، مع طبقات إدارية أقل ومسؤوليات أكبر للفرق التنفيذية، بما يضمن تقديم أفضل تجربة لعملائها وتحقيق كفاءة أعلى في التشغيل.

تعكس تصريحات غاليتي توجهًا متزايدًا داخل أمازون لإعادة تعريف أولوياتها، حيث تسعى الشركة إلى تقليص الهياكل البيروقراطية لصالح الاستثمار في الأنظمة الذكية والأتمتة. فقد بدأت الشركة بالفعل في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل قطاعات متعددة مثل إدارة المخزون، والتوصيل الآلي، والتوصيات المخصصة للمستخدمين، إلى جانب تطوير أدوات ذكية لدعم موظفيها في مجالات الدعم الفني وخدمة العملاء.

ويرى محللون أن عمليات التسريح الأخيرة ليست مجرد خطوة لتقليص النفقات، بل مؤشر على تحول استراتيجي أوسع داخل عملاق التجارة الإلكترونية. فالشركة التي توظف أكثر من مليون ونصف المليون شخص حول العالم تسعى إلى تكييف عملياتها مع المستقبل الرقمي الذي يفرض معادلات جديدة في الإنتاجية والتشغيل.

وقال الخبير التقني جيف كيندل في تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال إن ما تفعله أمازون يشبه ما قامت به شركات كبرى مثل مايكروسوفت وغوغل هذا العام، إذ لم تعد القوة العاملة التقليدية كافية في عصر الذكاء الاصطناعي. الشركات الآن تبحث عن موظفين قادرين على التفاعل مع الخوارزميات، لا مجرد تنفيذ المهام.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تقدم فيها أمازون على تسريح جماعي، إذ نفذت خلال الأعوام القليلة الماضية سلسلة من التخفيضات الدورية في عدد موظفيها. ففي عام 2023، سرّحت الشركة الآلاف من العاملين في أقسام برايم فيديو وأمازون ويب سيرفيسز (AWS) وإدارة المستودعات، ضمن مساعٍ لتحسين الأداء وتقليل النفقات التشغيلية.

كما واجهت الشركة تحديات متزايدة مع نقابات العمال في بعض منشآتها بالولايات المتحدة، وهو ما دفعها إلى مراجعة سياسات التوظيف والعمل الداخلية لتتماشى مع معايير المرونة الرقمية الجديدة.

يرى مراقبون أن قرار اليوم يمثل بداية مرحلة جديدة من التحول الجذري داخل أمازون، إذ تسعى الشركة إلى إعادة بناء نموذجها الإداري والاقتصادي بما يتناسب مع عصر الذكاء الاصطناعي. وبينما تواصل تقليص القوى العاملة في بعض المجالات، فإنها في الوقت ذاته تكثف استثماراتها في تطوير خوارزميات التعلم العميق وأنظمة التشغيل الذكية التي ستشكل جوهر أعمالها المستقبلية.

وبحسب تحديث رسمي نُشر صباح 28 أكتوبر 2025، أكدت أمازون أن عمليات التسريح شملت 14 ألف موظف بالفعل في مختلف مناطق عملها حول العالم، مشيرة إلى أن جميع المتأثرين سيحصلون على تعويضات مالية ودعم للانتقال المهني.

ومع تزايد المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي بين الشركات العملاقة، يبدو أن أمازون تراهن على مستقبل تُديره الخوارزميات، وتقل فيه الحاجة إلى آلاف الموظفين الذين كانوا في الماضي العمود الفقري للإمبراطورية الإلكترونية الأكبر في العالم.