الناتو يطلق أكبر تجاربه العسكرية الرقمية في لاتفيا لاختبار الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي
أطلق حلف شمال الأطلسي (الناتو) أكبر تجربة عسكرية رقمية تستخدم الطائرات المسيّرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحت إسم "DiBaX 2025"، في قاعدة "آداتشي" العسكرية بلافـتيا، في إطار مشروع العمود الفقري الرقمي التجريبي (Digital Backbone Experimentation – DiBaX)، الذي يهدف إلى دمج الأنظمة الرقمية المتقدمة عبر دول الحلف وتعزيز الجاهزية العملياتية المشتركة.
وذكرت وزارة الدفاع اللاتفية، في بيان صحفي أن تجربة هذا العام، والتى تستمر حتى 7 نوفمبر المقبل، تركز استراتيجيًا على استخدام المركبات غير المأهولة في البيئات المتنازع عليها، والتعرف على الاهداف عبر استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مهام الكشف واتخاذ القرار وتبادل البيانات فى الزمن الحقيقى بين القوات الحليفة، في خطوة تعكس التوجه المتسارع للحلف نحو التحول الرقمي العسكري المتكامل وتعزيز قدرته على العمل فى بيئات معقدة ومتعددة المجالات.
وقال وزير الدفاع اللاتفي أندريس سبروودس: "يعد DiBaX التجربة التكنولوجية العسكرية الوحيدة بهذا الحجم التي ينفذها الناتو في لاتفيا منذ أربع سنوات، مما يؤكد تطور صناعتنا الدفاعية في مجال تقنيات الجيل الخامس (5G)، ومساهمة قواتنا المسلحة في دعم الابتكار، وقدرتنا على استضافة تجارب بهذا المستوى الرفيع."
من جانبه، أوضح نائب رئيس الأركان لتطوير القدرات في القيادة العليا لتحول الحلف (SACT)، نائب الأدميرال الأمريكي جيفري دبليو هيوز، أن القيادة تضمن دمج الفرص الرقمية في أنشطة الناتو وعملياته، عبر جهود تطوير القدرات والتجارب المفاهيمية والعملياتية لتسريع إدخال القدرات الرقمية الأساسية للحلف إلى الخدمة.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس شركة الاتصالات اللاتفية LMT، الدكتور يوريس بينده، التي تعمل كجهة دمج تكنولوجي للتجربة، أن "DiBaX ليس مجرد تجربة تقنية، بل دليل على قدرة لاتفيا على قيادة عملية التحول الرقمي داخل الناتو. ومع مرور كل عام، نلاحظ توسع المشاركة من دول أكثر، ومهام أكثر تعقيدًا، ومستويات تكنولوجية أعلى."
وأضاف بينده أن "شركات الصناعات الدفاعية المحلية أصبحت أكثر انخراطًا في التجربة، من خلال تطوير حلول ميدانية مخصصة لساحة معركة المستقبل، وهو ما يعزز التعاون بين القطاعين العام والخاص ويقوي قدراتنا الدفاعية الوطنية."
ويعد العمود الفقري الرقمي (Digital Backbone) مكوّنًا حيويًا في بنية الناتو التحتية، إذ يتيح الاتصال بين العمليات متعددة المجالات، ويعزز كفاءة التنسيق بين القوات الحليفة، وخلال التجربة ستعرض أحدث التطورات التقنية وتُختبر لإدماجها في بيئات واقعية لتعزيز قابلية التشغيل البيني والكفاءة العملياتية.
ويشرف على تنظيم "DiBaX 2025" كل من مقر قيادة تحول الحلف (SACT) ووزارة الدفاع اللاتفية والقوات المسلحة الوطنية، بينما توفر شركة LMT أحدث مواقع الاختبار بتقنيات الجيل الخامس.
وقد وجهت وزارة الدفاع اللاتفية تنبيهًا للسكان بأن رحلات جوية تجريبية لمركبات غير مأهولة بمختلف الأنواع والأحجام ستجري في أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الحدودية مع إستونيا، خلال فترة التجربة، داعيةً المواطنين إلى عدم القلق عند ملاحظتها ومتابعة التحديثات عبر حسابات "الجيش اللاتفي" على منصتي إكس (X) وفيسبوك.


