رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الجفري يُحذّر: تكفير للمسلمين بسبب التوسل والتبرك طريق الخوارج وسفك الدماء

بوابة الوفد الإلكترونية

حذّر الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري من ظاهرة التكفير وإخراج المسلمين من الملة بسبب مسائل فقهية فرعية مثل التوسل، والتبرك، والاستمداد، مؤكدًا أن هذا الفكر هو منهج الخوارج ومن تبعهم من الفرق الضالة التي شوهت صورة الإسلام وأفسدت وحدة الأمة.

وقال الحبيب الجفري، في تنبيه له عبر صفحاته الرسمية، إن هذه المسائل ليست من قضايا العقيدة، بل من الفروع الفقهية التي لا ينبغي أن تكون محل نزاع يصل إلى اتهام المسلمين بالكفر أو الشرك، مشددًا على أن الاختلاف فيها لا يخرج المسلم من دائرة الإسلام.

وأضاف أن من أخطر ما تمر به الأمة اليوم هو توصيف مسائل الفروع على أنها من الأصول العقدية، معتبرًا أن هذا الخلل في الفهم والتوصيف كانت نتيجته عبر التاريخ سفك الدماء، وتمزيق المجتمعات، وإشعال الفتن بين أبناء الدين الواحد.

 

منهج الخوارج يتجدد في ثوبٍ معاصر

 

وأشار الحبيب الجفري إلى أن هذا الفهم المغلوط للعقيدة هو القاسم المشترك بين الجماعات المتطرفة التي مارست الإرهاب وقتلت الأبرياء باسم الدين، مؤكدًا أن جميع الفرق الضالة التي تبنت فكر التكفير تلتقي على ذات المنهج الخوارجي في الحكم على المسلمين بالشرك الأكبر لمجرد الاختلاف في الفروع.

وأوضح أن الإسلام دين رحمة وعدل ووسطية، وأن التوسل والتبرك مسائل اجتهادية اختلف فيها العلماء قديماً وحديثاً، ولم يُكفّر بعضهم بعضًا بسببها، بل ظل الخلاف فيها محصورًا في إطار الفقه والاجتهاد.

 

تحذير نبوي من رمي المسلم بالكفر

واستشهد الجفري بعدة أحاديث نبوية صحيحة تُحذر من التسرع في تكفير المسلمين، منها قول النبي ﷺ:«من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته.»
(رواه البخاري)

كما استدل بحديث النبي ﷺ:«إنَّ مما أتخوَّف عليكم رجلٌ قرأ القرآن حتى إذا رُئيت بهجتُه عليه، وكان ردءَ الإسلام، انسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك.»
قال الصحابي: يا نبي الله، أيهما أولى بالشرك؟ المرمِي أم الرامي؟
قال ﷺ: «بل الرامي.»
(حديث حسن – أخرجه ابن حبان والبخاري في تاريخه والبزار)

وفي حديث آخر قال ﷺ:«أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه.»
(متفق عليه – البخاري ومسلم)

 

الإسلام دين رحمة لا سيف التكفير

وأكد الحبيب الجفري أن الانشغال بتكفير الناس هو انحراف عن جوهر الدين، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ لم يُبعث حاكمًا على القلوب ولا مفتشًا عن نيات الناس، بل مبلغًا لرسالة الرحمة التي تشمل جميع الخلق.

وأوضح أن الأصل في المسلم هو الإسلام، ما لم يثبت خلافه بيقين، وأن إطلاق أحكام الكفر على المخالفين دون علم أو فهم تعدٍّ على حدود الله، وتشويهٌ لصورة الدين، داعيًا إلى العودة إلى منهج الاعتدال والتأدب بأخلاق النبي ﷺ في الحوار والاختلاف.

 

رسالة إلى الدعاة والمجتمعات

ودعا الجفري العلماء والدعاة إلى التمييز بين الفروع والأصول، وعدم تحويل الخلافات الفقهية إلى معارك فكرية تزرع الكراهية والانقسام، مشددًا على أن الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى خطاب ديني رشيد يعيد الثقة والرحمة بين المسلمين.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن منهج الوسطية هو طوق النجاة من فكر التكفير، وأن من يرمِ المسلم بالكفر إنما يُعيد سيرة الخوارج الأوائل الذين قاتلوا المسلمين وتركوا المشركين، مؤكدًا أن النبي ﷺ قد حذر منهم وبيّن صفاتهم بوضوح.