فوزي لقجع: الرؤية الملكية وراء النهضة الكروية المغربية
أكد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن الطفرة الكبيرة التي تعرفها الكرة المغربية خلال السنوات الأخيرة ليست وليدة الصدفة، بل ثمرة رؤية ملكية واضحة رسم ملامحها العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ أكثر من 15 عامًا.
وخلال لقاء تلفزيوني ، أوضح لقجع أن الإنجازات المتلاحقة من مونديال قطر وصولًا إلى تتويج منتخب الشباب بكأس العالم في تشيلي تمثل ثمرة مشروع وطني متكامل أطلقه الملك محمد السادس عام 2008، عندما وجّه رسالة ملكية إلى المناظرة الوطنية حول الرياضة تضمنت خطة شاملة لتطوير البنية التحتية والحوكمة الرياضية في البلاد.
وقال لقجع إن تلك الرسالة كانت نقطة التحول في تاريخ الرياضة المغربية، إذ وضعت الأسس الأولى لبناء منظومة احترافية متكاملة تقوم على العلم والتخطيط وليس على الاجتهاد الفردي. وأضاف أن التحول الحقيقي بدأ فعليًا سنة 2009 مع تدشين "أكاديمية محمد السادس لكرة القدم"، التي باتت المشتل الأساسي للمواهب المغربية، وخرجت منها أسماء تألقت عالميًا مثل عز الدين أوناحي ونايف أكرد وغيرهما.
وأشار رئيس الجامعة الملكية إلى أن هذه الأكاديمية لم تكن مجرد مؤسسة تدريبية، بل رمزًا لفلسفة جديدة تضع اللاعب المغربي في بيئة توازي أفضل الأكاديميات في أوروبا، وتمنحه تكوينًا علميًا وبدنيًا وثقافيًا متكاملًا.
وأوضح أن الرؤية الملكية جعلت من الرياضة أداة للتنمية الاجتماعية ومجالًا لصناعة الفرص أمام الشباب، مشيرًا إلى أن الملاعب والمراكز الرياضية التي تم تشييدها خلال العقدين الأخيرين تمثل نموذجًا لما يمكن أن تحققه الإرادة السياسية حين تُترجم إلى عمل ميداني منظم.
كما أكد لقجع أن ما تحقق من نجاحات ليس نهاية الطريق بل بداية مرحلة جديدة من البناء، مضيفًا: “الملك محمد السادس لم يضع فقط رؤية لتطوير كرة القدم، بل وضع مشروعًا مجتمعيًا يؤمن بأن الرياضة وسيلة لتكوين المواطن وتعزيز الانتماء الوطني.”
وفي ختام حديثه، شدد لقجع على أن ما يعيشه المغرب اليوم من نجاحات متتالية هو ثمرة وضوح الرؤية واستمرار الدعم الملكي، مؤكدًا أن الطموح لا يتوقف عند حدود التتويجات، بل يمتد إلى جعل المغرب نموذجًا قارّيًا في الإدارة الرياضية الحديثة.