محسن صالح: الكرة المصرية تملك مقومات النجاح.. والمغرب تفوقت في الاستمرارية والتنظيم
أكد محسن صالح، عضو اللجنة الفنية لاتحاد الكرة، أن الفارق بين التجربتين المصرية والمغربية في كرة القدم ليس في الموهبة، بل في القدرة على التنظيم والاستمرارية، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك قاعدة لاعبين مميزة، لكن ينقصها فقط وضوح الرؤية وطول النفس في تنفيذ الخطط.
وقال صالح في تصريحات إعلامية ، إن كرة القدم المصرية ما زالت تملك كل مقومات النجاح، من تاريخ كبير وقاعدة جماهيرية عريضة وموهبة فطرية لدى اللاعبين، موضحًا أن المشكلة تكمن في “النظام” وليس في “الإمكانيات”. وأوضح أن المغرب استطاعت في السنوات الأخيرة أن تبني منظومة متكاملة من الأندية والمنتخبات والكوادر الفنية، ما جعلها تصل إلى المربع الذهبي في كأس العالم وتنافس بثبات على كل المستويات.
وأضاف صالح أن التجربة المغربية تُدرّس من حيث وضوح الرؤية والالتزام بالخطط، حيث بدأ الاتحاد المغربي منذ سنوات خطة طويلة الأمد لتطوير البنية التحتية، وإنشاء مراكز تأهيل حديثة، وإرسال مدربين محليين إلى أوروبا لاكتساب الخبرات، مشيرًا إلى أن تلك الجهود بدأت تؤتي ثمارها تدريجيًا حتى وصلت الكرة المغربية إلى ما هي عليه اليوم.
وتابع: "في مصر نمتلك عناصر بشرية مميزة جدًا، لكننا لا نحسن استثمارها بالشكل الأمثل، لأننا نميل دائمًا إلى الحلول السريعة والنتائج الفورية، بينما النجاح الحقيقي يحتاج إلى صبر وتدرج في البناء." وأكد أن تطوير المنظومة الكروية يبدأ من الاهتمام بقطاعات الناشئين ووضع خطط تدريب موحدة تتناسب مع فلسفة المنتخب الأول.
كما شدد المدير الفني الأسبق للفراعنة على أن المقارنة بين مصر والمغرب لا يجب أن تُفهم على أنها انتقاد، بل على أنها دعوة للاستفادة من تجربة ناجحة في دولة عربية استطاعت أن توظف مواردها بشكل ذكي.
وأضاف: "لسنا أقل في الكفاءة أو الموهبة، لكننا بحاجة إلى إدارة أكثر هدوءًا وتخطيطًا بعيدًا عن ردود الأفعال."
وأشار صالح إلى أن مصر تمتلك نماذج لمدربين أكفاء قادرين على قيادة التحول المنشود، بشرط أن يحصلوا على الدعم الكامل والاستقرار اللازم للعمل، دون تغييرات متكررة في الأجهزة الفنية أو ضغوط إعلامية تعرقل المشاريع طويلة الأمد.
وأكد أن جماهير الكرة المصرية تستحق رؤية منتخب قوي ومنافس على البطولات القارية والدولية، مشددًا على أن العودة لمنصات التتويج ليست بعيدة، لكنها تحتاج إلى رؤية شاملة تدمج بين اتحاد الكرة والأندية ومراكز إعداد الناشئين.
وختم محسن صالح تصريحاته بالتأكيد على أن الطريق أمام الكرة المصرية لا يزال مفتوحًا لاستعادة الريادة القارية، قائلاً: "لدينا تراث كروي عظيم، يكفي أننا أول منتخب في إفريقيا شارك في كأس العالم، لكننا بحاجة إلى أن نقرأ المشهد بعقلية جديدة تعتمد على العلم والتنظيم لا على الصدفة أو الحماس المؤقت."
ويُذكر أن تصريحات صالح جاءت في ظل حالة نقاش واسعة تشهدها الساحة الرياضية حول مستقبل الكرة المصرية وسبل تطويرها بعد تفوق المنتخبات المغاربية في السنوات الأخيرة، ما يعيد ملف التخطيط والإدارة إلى الواجهة مجددًا داخل أروقة اللعبة.