عمرو الليثي: مخاطبة جيل «جين زد» فرصة ذهبية لإعادة تعريف الإعلام
أكد الإعلامي الدكتور عمرو الليثي أن الإعلام يُعد اليوم من أكثر الأدوات تأثيرًا في تشكيل وعي الأجيال وصياغة فكرهم وسلوكهم، مشيرًا إلى أن ظهور جيل «جين زد» (Generation Z)، الذي يشمل من وُلدوا بين عامي 1997 و2012 يفرض على المؤسسات الإعلامية إعادة النظر في أدواتها وأساليبها بما يتناسب مع طبيعة هذا الجيل الرقمي.
وقال الليثي في تصريحات صحفية إن جيل جين زد يمثل جيل الوعي الرقمي والهوية المرنة، إذ يُعد أول جيل وُلد في ظل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو لا يرى العالم الرقمي مجرد وسيلة ترفيه، بل جزءًا أساسيًا من حياته اليومية.
وأوضح أن هذا الجيل يفضل المحتوى القصير والسريع مثل الفيديوهات المنتشرة على «تيك توك» و«ريلز» إنستجرام، كما يتمتع بحس نقدي مرتفع واهتمام بالقضايا الاجتماعية والبيئية والإنسانية.
وأضاف الليثي أن الإعلام التقليدي فقد جزءًا كبيرًا من جمهوره الشاب لصالح المنصات الرقمية، لأن هذا الجيل لم يعد يكتفي بالمشاهدة، بل يسعى للمشاركة والتعبير وصناعة الرسالة الإعلامية. وأكد أن الإعلام اليوم يجب أن يتحول من «منبر أحادي» إلى «منصة تفاعلية» تُشرك الجمهور في صناعة المحتوى وتمنحه مساحة حقيقية للتعبير عن رأيه.
وأشار إلى أن مخاطبة جيل جين زد تتطلب لغة جديدة تجمع بين العمق والبساطة، وبين المعلومة والترفيه، وتعتمد على الإقناع لا الإملاء.
وقال إن الشباب لا ينجذبون إلى الخطابات الرسمية أو المطولة، بل يفضلون المحتوى البصري القصير الذي يوصل الفكرة بسرعة ويثير التفكير في الوقت ذاته، مشيرًا إلى أهمية توظيف أدوات وثقافة هذا الجيل مثل الميمات والهاشتاجات والموسيقى الرقمية في الخطاب الإعلامي.
وشدد الليثي على أن المصداقية والشفافية هما المفتاح الحقيقي لكسب ثقة هذا الجيل، الذي يمتلك أدواته الخاصة للتحقق من المعلومات فورًا.. وأكد أن الاعتراف بالأخطاء والابتعاد عن التلاعب بالعواطف والالتزام بالقيم الإنسانية والعدالة والمساواة هي عناصر أساسية لبناء علاقة ثقة متبادلة بين الإعلام والجمهور الشاب.
واختتم الدكتور عمرو الليثي حديثه قائلاً: "مخاطبة جيل جين زد ليست مهمة سهلة، لكنها فرصة ذهبية لإعادة تعريف الإعلام ذاته.. فعندما يتفاعل الإعلام بصدق وذكاء مع هذا الجيل، يمكنه أن يتحول من مجرد وسيلة لنقل الأخبار إلى قوة تغيير إيجابية تُلهم وتربط وتبني مستقبلًا أكثر وعيًا وإنسانية".







