كندا تعتزم اعتقال «نتنياهو»
ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﺗﺮﺿﺦ ﻟﻠﻘﺎﻫﺮة وﺗﺴﻤﺢ ﺑﻌﺒﻮر اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات ﻟﻐﺰة

نجحت مصر فى إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة ورضخت إسرائيل للضغوط المصرية والأمريكية والوسطاء الضامنين لخطة السلام. فيما تواصل القاهرة جهود الإعمار بشمال قطاع غزة بتشييد عشرات المخيمات للنازحين.
وأعادت أمس حكومة الاحتلال الصهيونى إعادة فتح معبر كرم أبوسالم والقرارة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك عقب شنها غارات جوية على القطاع وعبرت مئات من شاحنات المساعدات معبرى كرم أبوسالم والقرارة «كيسوفيم» بين خان يونس ودير البلح جنوب القطاع. فيما لا تزال آلاف الشاحنات فى انتظار الموافقة الإسرائيلية بدخول القطاع.
وأعلن مسئول عسكرى إسرائيلى إن المعبر أعيد فتحه بشكل كامل وفقا للاتفاق الموقع الذى بدأ تنفيذه فى 10 أكتوبر. ولا تزال إعادة فتح معبر رفح، المقررة ضمن خطة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» لوقف إطلاق النار فى غزة، معلقة رغم دعوات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية.
وتشهد القاهرة اجتماعات رفيعة المستوى مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس الذى وصل وفدها فى وقت سابق لعقد محادثات مع المسئولين بشأن مصير وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وسط انتهاكات إسرائيلية لاتفاق السلام.
يرأس الوفد القيادى البارز «خليل الحية» رئيس الحركة التى نفت مسئوليتها عن الهجوم الذى وقع فى رفح جنوب القطاع فى وقت سابق واتهمت حماس حكومة الاحتلال بأنها الطرف الذى خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ 10 أكتوبر الجارى.
وأوضحت مصادر فلسطينية مقربة من المفاوضات رفضت الكشف عن هويتها أن المباحثات ستتركز على سبل إنقاذ وقف إطلاق النار تزامنا مع اجتماع مرتقب تقوده مصر لمناقشة الحوار الفلسطينى الداخلى، الذى تستضيفه القاهرة قريبا، بهدف لم شمل الفصائل الفلسطينية فى المرحلة المقبلة.
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور «أحمد مجدلانى»، وقف إطلاق النار الذى تم التوصل اليه فى قطاع غزة بارقة أمل لوقف العدوان وإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية، على قاعدة أن منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الولاية السياسية والجغرافية والقانونية على القطاع والضفة والقدس المحتلتين. وحذر المتحدث باسم حركة فتح «عبدالفتاح دولة»، من أى محاولات لإبعاد السلطة الفلسطينية من إدارة قطاع غزة.
وقال دولة - فى تصريح صحفي إن إسرائيل تحاول بكافة الطرق والوسائل إبقاء غزة تحت الاحتلال وعدم انسحاب الجيش من مناطق القطاع مع إقامة مناطق عازلة. وشدد المتحدث باسم حركة «فتح»، على أن تواجد غزة داخل نطاق الاحتلال يعوق حق الشعب الفلسطينى للوصول إلى إقامة دولة مستقلة.
وأكد الدكتور «شفيق التلولى» عضو المجلس المركزى الفلسطينى فى تصريحات خاصة لـ«الوفد» أن مصر الحاضنة للقضية الفلسطينية مشيدا بوجود القاهرة على الخريطة السياسية، وأشار إلى الحراك الكبير الذى قاده الرئيس «عبدالفتاح السيسى» لوقف حرب غزة وصولا لمؤتمر إعادة إعمارها وتطويرها. قائلا «لدينا تجربة سابقة ذهبت فيها مصر إلى أقصى الدرجات لإعادة إعمار غزة».
وأكد رئيس الوزراء الكندى «مارك كارنى»، أن بلاده ستحترم أمر الاعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى بحق كل من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» ووزير الحرب السابق «يوآف جالانت»، على خلفية اتهامهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة.
وقال «كارنى»، وفق ما نقلته القناة 12 العبرية: «إذا وصل نتنياهو إلى كندا فسيتم اعتقاله». وتمثل تصريحات «كارنى» أول موقف رسمى من نوعه لدولة كبرى فى مجموعة السبع، يؤكد الالتزام الصريح بتنفيذ أوامر المحكمة الجنائية الدولية بحق مسئولين إسرائيليين متهمين بارتكاب جرائم حرب.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد اعترفت فى 5 فبراير 2021 بـ فلسطين كدولة طرف فى نظام روما الأساسى، ما منحها اختصاصا قضائيا يشمل الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها غزة والضفة المحتلة.
أعلن مكتب المدعى العام للمحكمة فى 3 مارس 2021، عن بدء تحقيق رسمى فى الوضع الفلسطينى، شمل الانتهاكات الموثقة ضد المدنيين الفلسطينيين.
قدمت إسرائيل فى 23 سبتمبر الماضى اعتراضا على اختصاص المحكمة بموجب المادة (19/2) من نظام روما الأساسى، لكن المحكمة رفضته لاحقًا.
وبتاريخ 21 نوفمبر الماضى أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة مذكرتى اعتقال دوليتين بحق «نتنياهو» و«جالانت»، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن الموقف الكندى الجديد قد يفتح الباب أمام موجة من المواقف المماثلة فى الدول الأوروبية، ما يضع قادة الاحتلال أمام عزلة دولية متزايدة وملاحقات قضائية قد تقيد تحركاتهم المستقبلية خارج الأراضى المحتلة.