قذيفة خاطئة تصيب سيارة شرطة أثناء مناورة للمارينز في كاليفورنيا

واقعة غير معتادة أثارت الجدل داخل الأوساط الأمريكية أعلنت شرطة ولاية كاليفورنيا عن تعرض إحدى سياراتها لإصابة بشظايا قذيفة مدفعية خلال مناورة عسكرية ضخمة لقوات مشاة البحرية الأمريكية المارينز أقيمت بمناسبة الاحتفال بمرور 250 عاما على تأسيسها.
وأوضحت السلطات أن الحادث وقع أثناء تنفيذ إحدى مراحل التدريب العملي حين انفجرت قذيفة مدفعية في الجو قبل وصولها إلى الهدف المقرر ما أدى إلى تناثر الشظايا في محيط المنطقة وإصابة سيارة تابعة للشرطة كانت تؤمن محيط الفعالية.
الشرطة أكدت في بيان رسمي صدر مساء الاثنين أن الواقعة لم تسفر عن أي إصابات بشرية سواء بين عناصر الأمن أو المشاركين في المناورة إلا أن الحادث أثار تساؤلات واسعة حول إجراءات الأمان المتبعة أثناء التدريبات العسكرية الكبرى وخاصة تلك التي تجرى بالقرب من مناطق مدنية أو طرق سريعة نشطة.
وقال المسؤول في شرطة كاليفورنيا توني كورونادو إن القذيفة انفجرت قبل أوانها بشكل غير متوقع وهو ما أدى إلى تطاير الشظايا في اتجاهات عدة ووصف كورونادو ما حدث بأنه وضع مقلق ونادر الحدوث مؤكدا أن استخدام ذخائر حية فوق طريق سريع قيد الخدمة أمر استثنائي للغاية ويستدعي مراجعة شاملة لبروتوكولات الأمان العسكري.
تحقيق عاجل من المارينز بعد الحادث المثير للجدل
قوات مشاة البحرية الأمريكية لم تتأخر في التعامل مع الموقف حيث أعلنت فتح تحقيق رسمي للوقوف على أسباب الخلل الفني الذي أدى إلى الانفجار المفاجئ
وأكدت في بيان صادر عن قيادتها أن المناورات التي أقيمت في قاعدة تدريب واسعة بجنوب الولاية كانت تهدف إلى عرض قدرات القوات في الذكرى ال250 لتأسيسها وأنها ستراجع جميع تفاصيل الحدث لضمان عدم تكرار مثل هذا الخطأ مستقبلا.
الاحتفالات التي شارك فيها عدد كبير من القادة العسكريين والشخصيات السياسية البارزة كان من أبرزهم نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس تضمنت عروضا جوية نفذتها طائرات مقاتلة من طرازات متقدمة إضافة إلى عمليات محاكاة لاقتحام بحري نفذتها وحدات العمليات الخاصة بالمارينز في مشهد ضخم جذب أنظار وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
لكن مشاركة نائب الرئيس في المناورة أضفت بعدا سياسيا وأمنيا حساسا على الحادث إذ دفعت أجهزة الأمن الفيدرالية إلى فتح مراجعة داخلية بالتنسيق مع وزارة الدفاع لتقييم المخاطر التي كان من الممكن أن تهدد سلامة المسؤولين المشاركين.
من جانبه لم يخف حاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم استياءه من الطريقة التي تم بها تنظيم الفعالية منتقدا بشدة استخدام الذخائر الحية بالقرب من طرق عامة وقال في منشور عبر منصة إكس إن الحادث كاد أن يتحول إلى مأساة حقيقية مشيرا إلى أن جزءا بطول 27 كيلومترا من الطريق السريع الرابط بين لوس أنجليس وسان دييغو اضطر للإغلاق الكامل أثناء العرض العسكري.
ويأتي هذا الحادث ليضاف إلى سلسلة من الوقائع العسكرية المقلقة التي شهدتها الولايات المتحدة خلال العام الجاري حيث سبق أن تحطمت مروحية هجومية من طراز AH-1Z Viper تابعة للمارينز في جنوب كاليفورنيا منتصف أكتوبر
مما أسفر عن مقتل طيار وإصابة آخر كما شهدت واشنطن في يناير الماضي تصادما جويا مأساويا بين طائرة ركاب إقليمية ومروحية عسكرية من نوع بلاك هوك فوق نهر بوتوماك.
وتعكس هذه الأحداث مجتمعة تزايد القلق بشأن معايير السلامة في التدريبات والعمليات العسكرية خاصة مع اتساع نطاق المناورات المشتركة التي تعتمد على الذخائر الحية والمعدات المتطورة في مناطق قريبة من التجمعات المدنية.
وفي ختام البيان شددت شرطة كاليفورنيا على أن التحقيقات مستمرة بالتعاون مع الجيش الأمريكي لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث مؤكدة أن جميع الشواهد الأولية تشير إلى خطأ فني في توقيت انفجار القذيفة وليس إلى خلل بشري مباشر فيما تواصل السلطات مراجعة خطط تأمين المناورات المستقبلية لضمان عدم تكرار مثل هذه الواقعة التي كادت أن تتحول إلى كارثة لو أصابت الشظايا أحد الحاضرين.