رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

مراجعة فيلم "The Black Phone 2": عودة أنيقة إلى الرعب

لقطة من الفيلم الجديد
لقطة من الفيلم الجديد

يُعيد المخرج سكوت ديريكسون، إلى جانب الكاتب المشارك سي. روبرت كارجيل، عالم فيلمه الشهير The Black Phone في جزء ثانٍ يحمل نفس الجو الكئيب، لكن مع جرعة أقل من الرعب وأكثر من الدراما النفسية.
يُحاول The Black Phone 2 أن يكون أكثر من مجرد تكملة تجارية لنجاح سابق، وأن يقدم معالجة فكرية عن الألم والندوب النفسية، لكنه لا ينجو تمامًا من ظلال المقارنة مع الجزء الأول الذي حبس أنفاس المشاهدين قبل أربع سنوات.

قصة تتغذى على الذاكرة

تبدأ الأحداث من حيث انتهى الفيلم الأول، بعد وفاة الخاطف المعروف باسم “ذا جرابر”، لكن عودته هذه المرة تتخذ شكلًا خارقًا للطبيعة.
يُركّز الفيلم على فين الذي لم يتعافَ بعد من صدماته، فيظهر أكثر قسوةً وتمردًا، بينما تتصدر شقيقته غوين المشهد لتصبح محور القصة الجديد.
تتعقب غوين أحلامًا غامضة تربطها بوالدتها الراحلة وبضحايا "الغرابر"، لتقودها رؤاها إلى مخيم منعزل في جبال روكي، حيث يتحول الهدوء الثلجي إلى مسرح لأشباح الماضي.

دراما نفسية أكثر من رعب مباشر

يستكشف ديريكسون في هذا الجزء الجانب النفسي للناجين أكثر من اهتمامه بإخافة الجمهور.


الرعب هنا ينبع من الذنب والذكريات، لا من الصدمات البصرية. ومع أن الفيلم ينجح في خلق توتر دائم، إلا أن غياب الخطر الملموس يجعل التجربة أقل حدة.
تُذكّر بعض مشاهده بأفلام الثمانينيات مثل Nightmare on Elm Street، حيث يتداخل الحلم بالواقع في بناء بصري غامض وساحر.

إتقان بصري وأداء متماسك

يعرض الفيلم حرفية إخراجية عالية، من خلال تصوير مشاهد الأحلام بأسلوب سينمائي يعتمد على أفلام Super 8 وSuper 16، ما يضفي ملمسًا بصريًا غريبًا ومقلقًا.
تُكمل الموسيقى التصويرية، التي ألفها أتيكوس ديريكسون، هذا الإحساس بالاختناق النفسي، لتُعيدنا إلى جو الرعب الكلاسيكي دون الحاجة إلى المبالغة في الدماء أو الصدمات.
أما إيثان هوك، فرغم ظهوره المحدود، يظل الورقة الرابحة للفيلم، بصوته المبحوح وأدائه الشيطاني المتقن خلف القناع.
ويقدّم الثنائي ماسون ثامز ومادلين ماكجرو أداءً ناضجًا، يجسد المعاناة والخوف الداخلي بواقعية لافتة.

رسائل عميقة ونهاية غير متكافئة

يُغوص الفيلم في مواضيع الإيمان، والغفران، والعلاقة بين الذنب والخلاص. لكنه في الثلث الأخير يتراجع إلى رعب تقليدي يفتقر إلى الدهشة، وكأن السيناريو تردد بين العمق النفسي والإثارة السطحية.
ورغم ذلك، يظل الفيلم جذابًا بفضل لغته البصرية الهادئة وأجوائه المتوترة التي لا تهدأ حتى النهاية.

يُقدم The Black Phone 2 عودة أنيقة إلى عالم الرعب، لكنه لا يكرر الصدمة التي أحدثها الجزء الأول.
إنه فيلم عن الخوف أكثر من كونه فيلمًا مخيفًا، عن الألم أكثر من الدم، وعن مواجهة الأشباح الداخلية لا الهروب منها.
يستحق المشاهدة لمحبي الرعب الذكي، حتى وإن لم ينجح في انتزاع الصرخة ذاتها.