صواريخ
سطرت مصر واقعًا تاريخيًا جديدًا، يضاف إلى رصيد تاريخها العظيم والعريق الممتد عبر كل العصور والحقب التاريخية منذ آلاف السنين وحتى الآن.. قمة السلام فى شرم الشيخ رسخت مفاهيم وقيم الدولة المصرية الراسخة، وأكدت من جديد أن القاهرة تظل مركز صناعة القرار فى الشرق الأوسط بسياستها الرشيدة والنزيهة والفاعلة، ومحور ارتكاز الأمن والاستقرار للمنطقة بأسرها فى ظل التطرف السياسى والدينى التى تموج به معظم دول المنطقة، سواء بالحروب أو الصراعات الدينية والعرقية والطائفية التى شكلت أخطر وأكبر خلايا الإرهاب، ووضعت المنطقة على شفا الانهيار وشرارة اندلاع الحرب العالمية الثالثة نتيجة تأجج الصراع العربى الإسرائيلى والحرب البربرية المستمرة على الشعب الفلسطينى، وإصرار الكيان الصهيونى على شن الحروب فى كل اتجاه لتحقيق أحلام وهمية قائمة على خرافات دينية لإنشاء إسرائيل الكبرى وخلق شرق أوسط جديد، وللأسف تبنى الولايات المتحدة الأمريكية هذه الرؤية المتطرفة والإعلان عن تهجير سكان غزة إلى مصر، وتهجير سكان الضفة الغربية إلى الأردن وتصفية القضية الفلسطينية برمتها فى صدمة لم تعرفها الأمة العربية منذ وقت طويل.
ولأن مصر العظيمة عبر كل العصور والأزمنة، يظهر معدنها وقدراتها وقت المحن والشدائد، انتفضت وأعلنت بكل وضوح على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى، رفض تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، ورفض كل المخططات الخيالية المرسومة لمنطقة الشرق الأوسط، واستطاعت مصر بحكمة قائدها فى أقل من عام تعديل بوصلة العالم، وحشد الجهود الدولية، إلى جانب الحق الفلسطينى والعربى، وحققت الدبلوماسية المصرية العريقة إنجازات تاريخية فى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، سواء من خلال المؤتمرات الدولية التى عقدت فى القاهرة، أو بالعلاقات المتجذرة بين مصر ومعظم دول أوروبا التى انحازت إلى الرؤية المصرية فى مواجهة الرؤية والانحياز الأمريكى، كما استطاعت مصر ومعها الأشقاء العرب تحقيق انتصار دبلوماسى وسياسى ساحق فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعزل إسرائيل سياسيًا وجعلها دولة منبوذة عالميًا، وأيقنت أمريكا تأزم الوضع الإسرائيلى واستحالة تحقيق الأحلام الإسرائيلية الطائشة فى ظل وجود دولة كبيرة وراسخة بحجم مصر، وأيضًا اهتزاز صورة أمريكا وانهيار سمعتها كدولة عظمى، إضافة إلى رغبة وشغف الرئيس الأمريكى ترامب بالحصول على نوبل للسلام، الأمر الذى دفع ترامب والموقف الأمريكى إلى التحول للرؤية المصرية الداعمة للسلام والاستقرار فى الشرق الأوسط.
العبقرية المصرية تجلت فى أبهى صورها على أرض شرم الشيخ عندما استطاعت مصر تحويل اتفاق وقف الحرب فى غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين وباقى بنود الاتفاق التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى، إلى مؤتمر دولى للسلام يشارك فيه معظم قادة العالم وبخاصة الدول الكبرى والفاعلة، وأن يتم توقيع هذا الاتفاق بمشاركة دولية وتحت أعين وبصر العالم أجمع، وتحويل هذه اللحظة التاريخية إلى قوة دفع جديدة للشعب الفلسطينى من خلال الإعلان عن مؤتمر دولى لإعادة إعمار غزة، ودفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتبنى عملية إعادة الإعمار ومطالبة الدول العربية بشكل واضح والدول الأوروبية الثرية بالمساهمة الفعالة فى إعادة إعمار غزة، وغيرها من القرارات والمكاسب التى حققها هذا المؤتمر وشكل لحظة تاريخية تؤكد من جديد أن مصر هى ركيزة الأمن والاستقرار والسلام فى منطقة الشرق الأوسط بفضل حكمة قائدها ورئىسها عبدالفتاح السيسى الذى أعطى درسًا سياسيًا جديدًا لمعنى وقيمة وقدرة الدول الكبرى.
حفظ الله مصر