رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

لازم أتكلم

من المعروف أن الهدف الأول من اتفاق غزة (الخطة الترامبية) إنقاذ نتنياهو بتحرير الرهائن وإستلام جثامين المتوفين، هذا الهدف كان واضحا جدا فى خطاب ترامب وصديقه بيبى أمام الكنيست الإسرائيلى، حيث لم يشر كلاهما إلى الدولة الفلسطينية، فجميع الكلمات كانت تدور حول استعادة الرهائن، وتجهيز خطة إجبارية عاجلة لنزع سلاح حماس وإبعادها من المشهد سياسيا وعسكريا.

والشىء نفسه فعله ترامب فى شرم الشيخ وحتى الآن، لم يتفوه بكلمة عن حل الدولتين رغم حضور أبو مازن للقمة، فالرجل البرتقالى يدرك جيدا ماذا يقول وماذا يفعل حتى ولو بدا أمام الآخرين وكأنه مهرج (أراجوز) أو حتى (نسونجى).

فلا بأس من أى تصرف وقرار يصب فى مصلحته ومصلحة إسرائيل، وإنقاذ حكومة صديقة من السقوط، بإظهاره فارسا منتصرا، يستحق الإعفاء من رئيس إسرائيل. ولتحقيق هذه المصلحة سريعا يجب التخلص من صداع الرهائن الأحياء والأموات، وبعد ذلك (يحلها ألف حلال) كما يقول المصريون.

هذا الممثل سمسار الصفقات الكبرى يقوم حاليا بهندسة السياسة فى الشرق الأوسط من بوابة تل أبيب، واضعاَ نصب عينيه على الإتفاقات الإبراهيمية التى أوجدها فى فترته الرئاسية الأولى كبديل خبيث لمعاهدات السلام والتطبيع، واعدا نتنياهو بتطبيقها مع دول عربية وإسلامية أخرى بعد نجاحها مع الإمارات والبحرين، إذا ما نفذ كل بنود صفقة غزة وتعاون مع المعارضة التى تميل لوقف الحرب وإبرام إتفاقيات إبراهام.

بصراحة.. لست متفائلا بهذه الصفقة؛ لعدة أسباب، من أهمها: خلوها من أى إلزام؛ أو ضمانات مكتوبة فلم يوقع عليها طرفا النزاع، لا إسرائيل ولا حماس ولا السلطة الفلسطينية، وإنما وسطاء ليسوا أصحاب القضية الأصليين، ولهذا ستتلاعب وتناور إسرائيل كثيرا ببنود الاتفاق؛ لأنه مجرد إعلان مبادئ، وليس معاهدة سلام، أو قرارا لجهة أممية، ومن ثم يسهل خرقه كما فعلت مع اتفاقية أوسلو ومؤتمر مدريد.

هذا الخرق حدث فعلا بعد ساعات قليلة من انتهاء قمة شرم الشيخ، عندما هددت إسرائيل التى تسيطر على 53% من أرض غزة بالتصعيد، وغلق معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية، وشنت هجمات على أحياء خان يونس والشجاعية وجباليا، سقط ضحيتها ستة فلسطينيين!

ومن الأسباب: مراوغة حماس، كونها تريد الخروج بما يحفظ لها ماء الوجه، وهو ما يفسر التلويح بصعوبة الحصول على رفاة بقية الأسرى وعدم تسليم السلاح إلا بإنسحاب جميع الجنود الإسرائيليين، وغيرها من المراوغات التى تؤكد عدم تركها السلطة قبل أن تصفى حساباتها مع خونة الداخل، والحصول على وعد بالمشاركة فى الحياة السياسية لاحقا بعد تحقيق السلام المزعوم.

وهو أمر سيستغرق سنوات من الاختبار من مجلس السلام الذى سيدير مسار اليوم التالى، وقد يصعب تحقيقه؛ لعدم توحد واصطفاف الداخل الفلسطينى رسميا وشعبيا، ورفض الإمارات والسعودية أى حوار مع حماس أو وجود دور مستقبلى لها حتى لو نزعوا سلاحها.

إن المشهد الحالى أشبه بسوق عالمى ضخم يقوده تاجر كبير جدا، يملك أدوات تشغيله وتصريف وبيع بضاعته، ولا ينازعه ولا ينافسه أحد، فهو صاحب الكلمة،الذى يحدد الأسعار شاملة الأتعاب، يده على الزناد والأخرى على براميل نفط الخليجين والعرب، (أصحاب السوق الورقيين) وعليهم تمويله وتشغيله فيما تذهب أرباحه لأمريكا وإسرائيل.

أعتقد ان سياسة العصا والجزرة التى يتبعها ترامب ستستمر لسنوات أخرى مقبلة، حتى لو حدثت معجزة، وجاء فترة رئاسية ثالثة، لأننى لا أثق مطلقا فى صفقاته البهلوانية ولا فى قدرته على حل القضية الفلسطينية فيما تبقى له من سنوات ثلاث لفترته الرئاسية الحالية.

أيها العرب..لا تفرحوا كثيرا وستندمون يوما على عدم استغلالكم لكل أوراق الضغط الاقتصادية فى بورصة ترامب للصفقات الدولية.

 

[email protected]