تصاعد الحرب التجارية بين أمريكا والصين يهزّ وول ستريت ويشعل التوترات الاقتصادية العالمية

تصاعدت وتيرة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مؤخرًا، ما انعكس سلبًا على أداء وول ستريت ممثلة في بورصتي نيويورك وناسداك، وهما أكبر أسواق الأسهم العالمية من حيث القيمة السوقية، وذلك عقب فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة على السلع الصينية، وردّ بكين بإجراءات مماثلة.
وبحسب تقرير لقناة "سي إن إن عربي"، ارتفع مؤشر الخوف في وول ستريت إلى أعلى مستوياته في نحو خمسة أشهر قبل أن يتراجع قليلًا خلال تعاملات أمس الثلاثاء، في ظل تذبذب الأسهم الأمريكية نتيجة تجدد المخاوف من تصاعد التوترات التجارية بين الجانبين.
وسجّل مؤشر التقلبات "فيكس" (Cboe Volatility Index)، الذي يُعد مقياسًا لمدى قلق المستثمرين في الأسواق ويعكس الطلب على أدوات التحوّط من تقلبات الأسهم، ارتفاعًا بنحو 0.7 نقطة ليصل إلى 19.68 نقطة، بعد أن لامس خلال الجلسة مستوى 22.94 نقطة، وهو الأعلى منذ 23 مايو الماضي.
وأظهرت بيانات الجمارك الصينية ارتفاع صادرات الصين إلى مختلف دول العالم بنسبة 8.3% على أساس سنوي لتبلغ 328.5 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين، فيما تسارع نمو الصادرات خلال سبتمبر مقارنة بأغسطس الذي سجل زيادة قدرها 4.4% فقط. وفي المقابل، تراجعت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 27% خلال سبتمبر، لتواصل انخفاضها للشهر السادس على التوالي، بعد تراجع نسبته 33% في أغسطس.
كما خفّضت الصين بشكل حاد مشترياتها من فول الصويا الأمريكي، في خطوة وصفها ترامب سابقًا بأنها "تكتيك تفاوضي"، إذ تُعد الصين أكبر مستورد عالمي لفول الصويا، وقد اتجهت مؤخرًا إلى زيادة وارداتها من البرازيل والأرجنتين بدلاً من الولايات المتحدة، في ظل تصاعد الرسوم الجمركية والخلافات التجارية بين البلدين.
وأعلن ترامب عبر منصات التواصل الاجتماعي أن بلاده تدرس إنهاء بعض العلاقات التجارية مع الصين، بما في ذلك الواردات المتعلقة بزيت الطهي، معتبرًا أن امتناع بكين المتعمّد عن شراء فول الصويا الأمريكي يشكل "عملًا عدائيًا اقتصاديًا". وأضاف:
"نحن ندرس إنهاء الأعمال التجارية مع الصين في مجالات مثل زيت الطهي وعناصر أخرى، كإجراء انتقامي. يمكننا بسهولة إنتاج زيت الطهي بأنفسنا، ولسنا بحاجة إلى استيراده من الصين".
وأشار ترامب إلى أنه يأمل في مناقشة ملف فول الصويا مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال الفترة المقبلة، لكنه حذر في الوقت ذاته من أن واشنطن قد توقف جزءًا كبيرًا من وارداتها من الصين إذا استمرت التوترات التجارية بين البلدين.