كلام فى الهوا
جبران خليل جبران.. صاحب كتاب «النبى» الذى يعد من أكثر الكتب توزيعاً حتى الآن، فهو واحد من أدباء المهجر، ويتسم شعره ونثره بالحكمة العميقة والفلسفة التى تركز على مفاهيم الحياة والموت والحزن والفرح والحرية، من أشهر تلك الحكم والعبارات «أولادكم ليسوا لكم.. أولادكم أبناء الحياة المشتاقة لنفسها، بكم يأتون إلى العالم، ليس منكم رغم أنهم يعيشون معكم فإنهم ليسوا ملكًا لكم»، وهو صاحب المقولة المشهورة التى يعتبرها البعض مثلًا من الأمثال الشعبية «لا تكن يابساً فتُكسر.. ولا ليناً فتُعصر»، فالإنسان بداخله الشر والخير ولا يظهر منها شىء إلا بعد أن يكسر القسوة التى تغلفه، تلك القشرة تحجب عنه الإدراك وبعد انكسارها يرى الشخص الحق والباطل، والذى يختار القبح فى الحياة لا دين له ولا علم لديه، لأن الدين والعلم لا يكونان فى انتشار الجمال فى ربوع المجتمع، فالناس هى الناس فى كل عصر وكل أوان، داخله شخص طيب وآخر شرير، فالإنسان انعكاس طبيعى لبيئته، لتبقى حقيقة واحدة أن الإنسان يولد طيباً والحياة هى التى تشكله، فإذا كانت الحياة ينتشر فيها القيم والأخلاق سوف يكون الإنسان طيباً، وإن كانت غير ذلك فهو على شاكلتها. والأمثلة كثيرة نذكر منها أبسطها وهو الماء تشربه فتحيا وتغرق به إن لم تكن تستطيع السباحة فيه... إنها الحياة.