ضربة البداية
نجحنا بفضل الله فى التأهل للمونديال بقيادة العميد حسام حسن الذى حقق ذلك النجاح لاعبًا ومدربًا كأول مصرى ورابع إفريقى يحقق ذلك الإنجاز الكبير.. ومن حق الشعب المصرى أن يفرح ويستحق الجهاز الفنى واللاعبون التحية والإشادة، ولكن علينا أن نضع أمام أعيننا هدفًا جديدًا وهو المشاركة وتحقيق نتائج جيدة، لأن التأهل ليس هو الإنجاز الحقيقى، خاصة أن لغة الأرقام تقول إن مصر شاركت فى كأس العالم ٣ مرات ولم تحقق فيهم أى فوز.. كل المباريات انتهت بالتعادل أو الخسارة.. كانت بداية مشاركتنا فى ثانى بطولة عام ١٩٣٤ بإيطاليا وكانت ممثلًا عن قارتى إفريقيا وآسيا، حيث كان للقارتين مقعد واحد وتأهلت مصر بعد الفوز على فلسطين فى القاهرة ٧/١ وفى القدس ٤/١ تحت قيادة المدرب الأسكتلندى جيمس ماكراى.. وبهذا الفوز كانت مصر أول منتخب أفريقى وعربى يشارك فى المونديال.. ولم تكن البطولة بنظام المجموعات كما يحدث حاليًا إنما بخروج المغلوب مباشرة.. لعبت مصر مباراة وحيدة أمام المجر وخسرنا ٢/٤ وسجل الهدفين عبدالرحمن فوزى لاعب فريق المصرى الذى انتقل بعد البطولة للزمالك.. وبعد غياب ٥٦ عامًا عن المشاركة فى المونديال وسنوات طويلة من الإخفاقات مع العديد من المدربين المحليين والأجانب تأهلنا عام ١٩٩٠ بإيطاليا أيضًا بقيادة الجنرال محمود الجوهرى أحد أهم رموز الكرة المصرية.. صعدنا على حساب الجزائر بعد مباراتين عصيبتين الأولى فى مدينة الجسور المعلقة قسنطينة وانتهت بالتعادل السلبى، ثم تحقق الحلم برأس حسام حسن فى لقاء العودة باستاد القاهرة.. ولعبنا فى المونديال ٣ مباريات انتهت الأولى بالتعادل الإيجابى مع هولندا وسجل لمصر مجدى عبدالغنى من ضربة جزاء.. ثم تعادل سلبى مع إيرلندا فى مباراة دفاعية بحتة لمدة ٩٠ دقيقة وكانت مسار دهشة جماهير وخبراء الكرة فى العالم كله ولعبنا المباراتين فى مدينة باليرمو.. ثم خسرنا بهدف أمام إنجلترا فى مدينة كاليارى وعدنا مبكرًا بدون تحقيق أى فوز رغم الإشادة الكبيرة التى حصلنا عليها عقب التعادل مع هولندا.. وصعدنا للمونديال فى المرة الثالثة بروسيا عام ٢٠١٨ ولعبنا ٣ مباريات خسرنا فى الأولى أمام أورجواى بهدف وقدمنا أداء طيبًا إلى حد كبير، ثم خسرنا من روسيا ١/٣ وسجل هدف مصر محمد صلاح من ضربة جزاء ثم خسرنا أمام السعودية ١/٢ رغم تألق الحارس العملاق عصام الحضرى فى صد ضربة جزاء للسعودية وسجل لمصر أيضًا محمد صلاح.. وبذلك تكون مصر على مدار مشاركاتها فى البطولات الثلاث لعبت ٧ مباريات تعادلنا فى مباراتين و٥ هزائم وسجلنا ٥ أهداف ودخل مرمانا ١٢ هدفًا.. ولذلك أمام حسام حسن وجهازه ولاعبيه مهمة صعبة وإذا حقق فوزًا فى المونديال القادم سيضاف إلى سجل إنجازاته، وكذلك توأمه إبراهيم والمدرب العام طارق سليمان، كلاهما حقق نفس الإنجاز الذى حققه حسام حسن كلاعب ومدرب.. فهل تنجح مصر فى كسر حاجز الهزائم والتعادلات وتحقيق أول فوز لها فى تاريخ مشاركاتنا فى المونديال القادم بأمريكا وكندا والمكسيك العام القادم.. نتمنى وننتظر ذلك.
Bahrawy 99@ gmail.com