"مغازلة ودخلة مصارع وستاند آب كوميدي".. قفشات ومواقف ترامب بالكنيست وشرم الشيخ

تحولت جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، من الكنيست الإسرائيلي إلى قمة شرم الشيخ للسلام، إلى ما يشبه عرضًا سياسيًا بطابع استعراضي، جمع بين الرسائل الجادة والنكات الارتجالية التي اعتاد توظيفها في خطاباته الجماهيرية.

دخلة مصارع
منذ لحظة دخوله قاعة الكنيست في القدس، أثار ترامب الانتباه بـ"دخلة مصارع" كما وصفها بعض المعلقين، حيث دخل بخطوات واثقة على وقع تصفيق حار من النواب الإسرائيليين، رافعًا يده في تحية مطولة، قبل أن يطلق أولى عباراته المثيرة: "هذا هو العصر الذهبي لإسرائيل!"، في جملة وُصفت بأنها الأخطر في خطابه، إذ لم يسبق لأي رئيس أمريكي أن استخدم هذا الوصف في هذا السياق.
وفي كلمته أمام الكنيست، لم يذكر ترامب الفلسطينيين إلا عرضًا، حين قال إن عليهم "أن يختاروا بين التطرف والسلام"، وهو ما أثار انتقادات واسعة في الأوساط العربية والفلسطينية التي رأت في الخطاب تجاهلًا تامًا لجذور الصراع وحقوق الفلسطينيين.

كن ألطف يا بيبي
لكن الطابع الجاد سرعان ما خفّ حين بدأ ترامب، كعادته، بإطلاق النكات والمواقف العفوية، فقد داعب بيني غانتس قائلاً: "لقد غيرتُ جدولك يا بيني، لم يكن لديك ما تفعله اليوم!"، ما أثار موجة ضحك في القاعة.
ومازح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً: “يمكنك أن تكون ألطف الآن يا بيبي، لأنك لم تعد في حالة حرب!”، مستخدمًا لقب طفولة نتنياهو الشهير.
وطلب من رئيس إسرائيل بالعفو عن بنيامين نتنياهو: ""سيجار وبعض الشمبانيا.. من يكترث؟"، في إشارة إلى قضايا الهدايا الفاخرة التي تُعد جزءا من لائحة الاتهام ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي ينفي بدوره جميع التهم المنسوبة إليه.

أين أنت يا ماكرون
وفي قمة شرم الشيخ للسلام، التي شهدت حضور عدد كبير من القادة العرب والدوليين، ظهر ترامب بنفس الأسلوب المرح، فخلال كلمته، ألقى النكات تباعًا، خصوصًا عندما شكر القادة الحاضرين واحدًا تلو الآخر، فالتفت إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلاً: "أين أنت يا ماكرون؟ لقد صافحتك منذ قليل، أنت متواضع جدًا اليوم!"، مما أضحك القاعة بأكملها. كما أشار إلى المستشار الألماني مازحًا: "يسهل العثور عليك، أنت أطولهم!"، فيما خاطب رئيس المجر فيكتور أوربان بقوله: "فيكتور، لا تختبئ، أعرفك جيدًا!".

مغازلة جورجيا ميلوني
وغازل رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، قائلا: “لدينا امرأة شابة وجميلة”.
وتابع: “لو قلت لامرأة إنها جميلة في الولايات المتحدة لانتهى مستقبلي السياسي لكنني أقول هذا الكلام لرئيسة وزراء إيطاليا فقط إنها سيدة جميلة".
واعتبر مراقبون أن ترامب استغل أجواء القمة ليعيد تقديم نفسه أمام الرأي العام الدولي بوصفه "رجل الصفقات وصانع السلام"، لكن بطريقته الخاصة، التي تجمع بين السياسة والعرض المسرحي، ما جعل خطابه مادة دسمة للتعليقات والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، التي انقسمت بين معجب بخفة ظله، ومنتقد لما وصفوه بـ"التسطيح السياسي" في مناسبة يفترض أنها تاريخية.
اقرأ المزيد..