حسام حسن والجوهري.. اسمان من نور في تاريخ الكرة المصرية

كتب الثنائي حسام حسن ومحمود الجوهري اسميهما بحروفٍ من نور في سجل التاريخ الكروي المصري، بعدما أصبحا الثنائي الوطني الوحيد الذي نجح في قيادة المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم.
مشوار طويل من الكفاح والنجاح جمع بين أسطورة الأمس ورمز اليوم، ليثبت المدربان الوطنيان أن أبناء مصر قادرون على تحقيق الحلم العالمي دون الحاجة إلى المدرسة الأجنبية.
ففي عام 1990، تمكن الراحل محمود الجوهري من إعادة المنتخب الوطني إلى المونديال بعد غياب دام منذ نسخة 1934، ليكتب وقتها فصلًا جديدًا في ملحمة الكرة المصرية.
كانت تلك المشاركة هي الثانية في تاريخ الفراعنة، وجاءت لتضع الكرة المصرية في قلب خريطة اللعبة العالمية من جديد، بعدما عبر الجوهري بالفريق من بين الكبار في تصفيات قارية صعبة، أثبت فيها أن الانضباط والإيمان بالقدرة الوطنية هما الطريق إلى الحلم.
واليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على إنجاز الجوهري، جاء الدور على العميد حسام حسن ليعيد كتابة التاريخ، ويمنح المصريين فرحة طال انتظارها، بعد أن قاد المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك. تأهل جديد يرفع اسم مصر عاليًا في سماء القارة السمراء، ويعيد الهيبة للكرة الوطنية بعد غياب عن نسخة 2022 في قطر، ومشاركة أخيرة في مونديال روسيا 2018 تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر.
وجاء تأهل منتخب مصر رسميًا مساء الأربعاء الماضي، عقب فوزه المستحق على نظيره الجيبوتي بثلاثية نظيفة، في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب مدينة الدار البيضاء المغربية، ضمن منافسات الجولة التاسعة وقبل الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى المونديال. انتصارٌ حاسم أعاد البسمة إلى الشارع الرياضي المصري، وأكد أن روح الفراعنة لا تموت.
ويُحسب لحسام حسن – الذي يُعرف بشخصيته الصلبة وحماسه الدائم – أنه أعاد الانضباط والروح القتالية إلى صفوف المنتخب، ونجح في دمج جيل الشباب مع أصحاب الخبرات، ليصنع توليفة قادرة على المنافسة في المونديال المقبل. كما أكد أن المدرسة الوطنية حين تُمنح الثقة، قادرة على تحقيق المستحيل.
العميد الذي صنع أمجاده كلاعب هدّاف تاريخي للمنتخب المصري، عاد اليوم ليكتب فصلًا جديدًا من المجد كمدرب، مستلهمًا تجربة معلمه الراحل محمود الجوهري، الذي كان أول من آمن بقدراته ووجّه مسيرته منذ بدايتها. واليوم، يرد حسام بالإنجاز نفسه، ليصبح الاثنان وجهين لعملة واحدة في ذاكرة الكرة المصرية.
وبين إنجاز الجوهري في إيطاليا 1990، وتأهل حسام حسن إلى مونديال 2026، تمتد خيوط من العزيمة والإصرار تؤكد أن المدرب الوطني لا يقل كفاءة عن أي اسم أجنبي، وأن الحلم المصري يمكن أن يتحقق بسواعد مصرية خالصة.