رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

«شهد العالم لحظة تاريخية تُجسّد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب، من شرم الشيخ، أرض السلام ومهد الحوار والتقارب، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب فى غزة بعد عامين من المعاناة، وفقاً لخطة السلام التى طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وبرعاية مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية»، وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن هذا الاتفاق لا يطوى صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة فى غدٍ تسوده العدالة والاستقرار.
إن هذه اللحظة التاريخية تتوج الجهود الحثيثة التى بذلتها الدولة المصرية فى الوساطة والمفاوضات وجهود دبلوماسية متفردة لدعم القضية الفلسطينية فى جميع المحافل الدولية وحشد الرأى العام الدولى للتضامن مع الشعب الفلسطينى الذى يتعرض لحرب إبادة جماعية على مدار سنتين، وجاءت هذه اللحظة التى تجتمع فيها جميع الأطراف على أرض مصرية لتضع اللمسات النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار، لتتجه أنظار العالم أجمع إلى مصر أرض الكنانة والسلام، ويشيد المجتمع الدولى بمكانة مصر وقوتها وقدرتها العالية والمتميزة على التفاوض والإقناع ودورها المحورى والمؤثر والتاريخى فى القضية الفلسطينية.
إن نجاح الوساطة المصرية فى التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل حول المرحلة الأولى من وقف الحرب فى غزة، هو انتصار للدبلوماسية المصرية، وتجسيد لشجاعة القيادة السياسية فى الدفاع عن الدم العربى ورفض منطق الحرب والدمار، فالدور المصرى كان حاسما فى هذا الاتفاق الذى يضمن نجاحه إنهاء الأزمة والمأساة الإنسانية فى قطاع غزة، والقاهرة أثبتت أن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يصنع بالإرادة والصدق، والمجتمع الدولى بدأ يدرك أن استقرار الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه دون القيادة المصرية وأن القاهرة تمتلك أدوات التأثير والتوازن التى لا يملكها أحد غيرها، وهذا النجاح الدبلوماسى يثبت أن مصر قادرة على فرض منطق السلام وتغيير معادلات الصراع، لتظل دائما بوابة العرب نحو الأمن والاستقرار والتنمية.
هذا فضلا عن إعلان الرئيس الأمريكى ترامب زيارة مصر لحضور توقيع اتفاق وقف إطلاق النار استجابة لدعوة الرئيس السيسى، وأعرب ترامب عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز التاريخى، وقال إن الأنظار كانت تتجه نحو مصر خلال الأيام الماضية لمتابعة تطورات مفاوضات شرم الشيخ والتوصل إلى اتفاق وقف الحرب فى قطاع غزة، مما يبرهن ويؤكد على احترام وتقدير العالم لمصر ودورها، بجانب الدور المهم للوسطاء الآخرين.
الأمر الأهم الآن هو ضرورة المضى قدما نحو تنفيذ اتفاق وقف الحرب فى قطاع غزة بكافة مراحله، وضمان عدم نقض الاحتلال الإسرائيلى لهذا الاتفاق كعادته فى عدم الالتزام بالعهود، وكما أكد الرئيس السيسى أهمية قيام الرئيس «ترامب» بدعم ورعاية التنفيذ، فإن الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولى عليهما عبء ومسئولية كبيرة فى ضمان تنفيذ الاتفاق وعدم الخروج عليه، ويجب التشديد على ضرورة توقف إطلاق النار فى القطاع بشكل فورى وإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية، والبدء فورا فى تنفيذ خطة إعمار غزة لإعادة الحياة إلى هذا القطاع.