رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

تراث الأجداد..وإهمال الأحفاد

اﻟﺘﻠﻮث واﻟﺼﻴﺎﻧﺔ واﻟﺘﻌﺪﻳﺎت.. ﺛﺎﻟﻮث ﻳﻬﺪد ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺼﺮ

بوابة الوفد الإلكترونية

تُعتبر مصر متحفًا مفتوحًا يحتضن آلاف السنين من الحضارة والتاريخ، حيث تنتشر الأماكن الأثرية التى تروى قصة إنسانية فريدة لا مثيل لها، ومع ذلك، رغم الأهمية البالغة لهذه المواقع، تشهد مصر فى السنوات الأخيرة إهمالًا متزايدًا يهدد سلامة تراثها الثقافى. فانتشار التلوث، ضعف الصيانة، وغياب الرقابة القوية، بالإضافة إلى التعديات البشرية، كلها عوامل ساهمت فى تدهور حالة الكثير من المواقع الأثرية. 

هذا الإهمال لا يعرض فقط تاريخ مصر العظيم للخطر، بل يؤثر أيضًا على السياحة والاقتصاد الوطنى، ما يدق ناقوس الخطر ويستدعى تدخلًا عاجلًا وحلولًا مستدامة للحفاظ على هويتنا وحضارتنا للأجيال القادمة.  

 

تلال الدقهلية.. كنوز مُهملة فى باطن الأرض

تشتهر محافظة الدقهلية دون غيرها من محافظات الدلتا بوجود عدد كبير من التلال الأثرية التى تعود إلى عصور قديمة، واتفقت آراء كافة البعثات الأثرية التى زارت هذه التلال إلى أنها تحمل كنوزًا أثرية فى باطنها، ورغم هذه الأهمية التاريخية التى تنفرد بها هذه التلال، إلا أنها لم تجد اهتمامًا من المسئولين حتى الآن، كما تفتقد التلال الأثرية إلى وجود حراسة مشددة عليها مما يهدد بسرقة ما تخفيه فى باطنها من ثروات لا تقدر بثمن، بالإضافة إلى تحويل مساحة كبيرة من أحد التلال الأثرية إلى مصنع لتدوير القمامة ومحطة لمعالجة الصرف الصحى رغم المكانة التاريخية والأثرية للتل والذى تبلغ مساحته 148 فدانًا. 

 وتستعرض «الوفد» التلال الأثرية المهمة فى محافظة الدقهلية وأهميتها التاريخية والمخاطر التى تهددها.

مدينة منديس

أول هذه التلال هو «تل الربع» وهو عبارة عن أطلال لإحدى المدن الفرعونية تعرف بمنديس، يوجد فى الناحية الشمالية من فرع النيل المنديسى، كان يسمى فى العصور الوسطى تل المندور، أما فى العصر الفرعونى عرف باسم «وت»، وكانت تلك المنطقة بمثابة عاصمة للإقليم، ويطالب مواطنون بفرض حراسة مشددة على التل الأثرى.

ابن سلام

أما تل «تمى الأمديد» ويعرف أيضًا بتل ابن سلام وكذلك ثمويس باليونانية، تلك المدينة كانت من المدن الهامة على مدار مختلف العصور بصفة خاصة العصر المتأخر، لذا تم العثور على العديد من الآثار فيها، ويوجد بجوارها مدينة منديس وهى مدينة يوجد بها ملوك الأسرة 29، وهى من أشهر الأماكن السياحية بالدقهلية، ولا تزال البعثات تقوم بالحفر فى التل الأثرى.

تل الفرخة

يعتبر «تل الفرخة» أحد التلال الأثرية بمنطقة غزالة فى مركز السنبلاوين أو ما يطلق عليه الأهالى «تل الفرخة»، وهو من أبرز التلال الأثرية فى مصر، حيث يرجع تاريخه إلى عصر ما قبل الأسرات، وكان مقصدًا لطرق التجارة بين مصر والشام، فضلا عن انتشار البعثات بداخلها للتنقيب عن آثار الحضارات، ما دفع عددًا من الأثريين للمطالبة بوضعه على الخريطة السياحية، كإحدى الوجهات المصرية أمام الوافدين الأجانب والمهتمين بالحضارة المصرية.

تل البلامون 

يقع تل البلامون فى الشمال الغربى من شربين ويبعده عنها مسافة تقرب من 8 كم، ويوجد أمام قرية أبو جلال، فى عهد الرمامسة كانت هذه المنطقة هى المقاطعة رقم 17 من مقاطعات وجه بحرى وكانت بمثابة عاصمة، أما فى العصر الفرعونى عرفت بالاسم الهيروغليفى «يا أبو -أن-من» ومعناه جزيرة المعبود آمون، وأيضًا عبد فيها المعبود «سا-ام-بحوت»، وقد وجد بها العديد من الآثار منها قناعان من الذهب، وقد تم مؤخرا الاعلان عن تحويل 10 أفدنة من التل البلامون الأثرى إلى مصنع لتدوير القمامة ومحطة لمعالجة الصرف الصحى رغم المكانة التاريخية والأثرية للتل والذى تبلغ مساحته 148 فدانًا. بدلًا من الاهتمام بالتل وتحويله كمزار سياحى وأثرى أو تنقيبه للاستفادة بجزء منها لإقامة مشروعات لا تؤثر على باقى التل الأثرى.

العصر اليونانى والروماني

تل بلة هو أحد أهم التلال التى تقع بالقرب من مدينة دكرنس، وهو يوجد فى مكان المدينة القديمة تبللة وتعرف أيضًا باسم تبالة أو تبلة، وهى تقع على الترعة المعروفة باسم «أتونيس» وهى ترعة مشهورة جدًا فى العصر اليونانى والرومانى، وللأسف الشديد يعانى التل من غياب تام للحراسة عليه.

ويقع تل المقدام بكفر المقدام وهو كفر يبعد عن مدينة ميت غمر بمسافة 10كم، وعرف هذا التل فى العصر اليونانى والرومانى باسم «هليوبولس» وما زال يكتشف به العديد من الآثار والأحجار المكتوب عليها باللغة الهيروغليفية، فذلك التل من أهم الأماكن السياحية بالدقهلية.

يذكر أن التلال الأثرية بالدقهلية موجودة على الخريطة الأثرية التى تخضع لإشراف وزارة الآثار وبعضها لوزارة الأوقاف، وفى حالة تحويلها إلى مزارات سياحية سيتم الاستفادة منها مما يفيد السكان والدولة بشكل عام.

 

معبد «إله الحرب» ينتظر مجده القديم

فى قلب قرية المدامود شمال الأقصر، وعلى بُعد نحو 8 كيلومترات فقط من المدينة، يقف معبد الإله «مونتو» شاهدًا على عظمة الفراعنة، ينتظر أن يستعيد مجده القديم بعد عقود من الإهمال، والمعاناة بسبب مشكلات المياه الجوفية وتوقف بعض المشروعات الخدمية بالمنطقة.

المعبد، الذى كان أحد أهم مراكز عبادة الإله «مونتو» - ربّ الحرب فى مصر القديمة - يبدأ رحلة جديدة نحو التعافى، فى ظل اهتمام محافظة الأقصر ومسئولى الآثار والسياحة، ضمن خطة شاملة لتطويره وتهيئة المنطقة المحيطة به تمهيدًا لافتتاحه ووضعه على الخريطة السياحية لمحافظة الأقصر؛ ليس هذا لقيمته التاريخية فحسب، بل أيضًا لتحديات تهدده وفرص تعافيه.

وأوضح الدكتور عبد الغفار وجدى، مدير عام الآثار بالأقصر، أن المعبد يخضع حاليًا لأعمال ترميم وتطوير ضمن خطة متكاملة تشمل المنطقة المحيطة به، مشيرًا إلى أن المشروع يهدف إلى تهيئة المعبد لافتتاحه رسميًا بعد الانتهاء من جميع أعمال البنية التحتية بالقرية من صرف صحى ورصف طرق.

وأضاف فى تصريح لــ«الوفد» أن بعثة فرنسية تعمل بالموقع منذ أكثر من عشر سنوات تتولى أعمال الترميم والدراسة الأثرية، لافتًا إلى أن المعبد مفتوح حاليًا للزيارات البحثية والخاصة فقط؛ نظرًا لاستمرار أعمال التطوير وعدم جاهزيته الكاملة لاستقبال الوفود السياحية.

وترجع أهمية المعبد من الناحية التاريخية لكونه يمثل أحد ثلاثة مراكز لعبادة الإله «مونتو»: (أرمنت ــ الطود ــ المدامود) وجميعها معابد من العصور البطلمية، وتعنى «المدامود» مدينة الفخار، فقد كان يضم المعبد عددًا كبيرًا من الأفران الخاصة بصناعة الفخار.

ويعود اكتشاف المعبد علميًا إلى عام 1925 على يد الأثرى الفرنسى «فرناند بيسون دى لا روك»، الذى تمكن من الكشف عن معالم المعبد ودراسة بقاياه المعمارية بدقة.

فى سياق متصل؛ كان المهندس عبدالمطلب عمارة  محافظ الأقصر فى آخر زيارة ميدانية للمعبد بشمال المدينة وجه بتكثيف أعمال التطوير فى محيط المعبد، ومعالجة مشكلة المياه الجوفية التى عانى منها الموقع الأثرى لسنوات طويلة، إلى جانب استئناف مشروع الصرف الصحى بالقرية، تمهيدًا لافتتاح المعبد ودمجه ضمن مسار السياحة الثقافية بالمحافظة.

 

الإهمال يحاصر بيت مارية القبطية بالمنيا

 إهمال يطرق باب التاريخ.. فى زاويةٍ من زوايا المنسيّات، يقف اسم حفنٍ  بملوى جنوب المنيا متربّعًا على خرائطِ الغيابِ، كأنَّ الريحَ مرّت عليهِ مرورَ النسيانِ. قرية صغيرة اليومَ، لكنَّها كانت بالأمسِ مدينةً تضج بالأنبياءِ والملوك، وتفوحُ من ترابِها رائحةُ العظمة والقداسة. تاريخُها المهمل يئنُّ تحتَ ركام العقود، وكأنَّها تصرخُ فى وجه الحاضر قائلةً: «أما آنَ للذاكرةِ أن تُنصفَني؟».

قريةُ حفن حينَ كانت مدينةً للأنبياءِ والملوكِ

يروى كبار المؤرّخينَ أنَّ قرية حفن، كانت فى سالفِ العصورِ حاضرةً مقدّسةً، يُقال إنَّ النبيَّ إدريس عليه السلام عاش فيها، وإنَّ ملوك مصر الأُوَائل مرّوا من أبوابِها. كانت ملتقى القوافلِ، ومركزًا للحِكمة والمعرفة، حتى غدت منارةً على ضفافِ الوجودِ.غيرَ أنَّ عجلةَ الزمن لم تُنصفْها، فغابت عن دفاتر الجغرافيا، وبقيت فى ذاكرةِ الترابِ فقطْ.

 بيت النور وأسطورة مُهمَلةٌ

 فى قلبِ حفنٍ بيتٌ عتيقٌ، يُطلِقُ عليهِ الأهالى بيت النورِ. يقولونَ إنَّ شعاعًا سماويًّا كان يتدلّى من سقفِهِ فى الليالى المباركةِ، وإنَّ المكانَ شهدَ كراماتٍ لا تُحصى. لكنَّ البيتَ اليوم محاصر بالإهمال، تتسلّل إليهِ الرياح بدلًا من الزائرين، وكأنَّ القداسةَ غادرتْه فى صمتٍ. فلم يتم تطويره وترميمه، وتعبيد ورصف الطرق حوله، ووضعه فى بوتقة أثرية تجذب الزائرين وتلقن الجميع درسًا فى احترامنا لمقدساتنا الإسلامية. 

أصواتٌ من الأرضِ الطاهرةِ

من بينِ تشقّقاتِ الطينِ، تُسمَعُ همهماتُ أهلِ حفنٍ القدماءِ، كأنَّهم ما زالوا يحرسونَ أسرارَ المكانِ. تقولُ امرأةٌ تدعى وهيبة من القريةِ: «نحنُ أبناءُ أرضٍ مقدّسة، لكنَّ أحدًا لا يسمعُنا» وفى كلماتِها وجعُ ألف عام من النسيان، ينتظر يدًا تمتد لتزيح الغبار عن ماض يستحق أن يُروى.

منزلُ البركةِ... بينَ الحكايةِ والأسطورةِ

البيتُ كما يرويهِ الشيوخُ وكبار السن، كان مقصدَ النساءِ العاقراتِ. فى موقعٍ ملاصقٍ يُسمّى الكحروتةَ، كنَّ يتبركنَ بالمكان طلبًا للذرية. وما زالتْ الصورةُ المعلقةُ للسيدةِ ماريةَ فى الحجرة، خلفَ بوابة حديدية، تحملُ رمزيةً تُخيف الغافلين وتبكى المؤمنين. مفتاح البوابةِ - كما يهمسُ الأهالى - فى يدِ بعثة إيطالية أثرية، تمنعُ دخولَ الناس إلا فى أوقات محدودةٍ، وكأنَّ هذا الأثرَ لم يعد ملكًا لأهلهِ، بلْ لملفٍّ إداريٍّ نائم فى درج منسيٍّ.

 ماريةُ القبطيةُ... هديةُ المقوقس إلى قلب النبوّة

بعد صلح الحديبية، أرسلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم كتبهُ إلى ملوكِ الأرضِ يدعوهم إلى الإسلامِ، وكان من بينِ من كتبَ إليهم المقوقس، حاكم الإسكندرية ِ. أُعجبَ المقوقس بخبر النبى، ورد على رسالتِه قائلًا: «وجدتُ نبيًّا لا يأمرُ بمزهود فيه، ولا ينهى عن مرغوب فيه». وأرسلَ هديتَه: جاريتينِ منَ القبطِ، ماريةَ وسيرينَ، معَ بُغلة بيضاءَ وكسوة نفيسة. وفى طريقِ العودةِ إلى المدينةِ، دعا حاطب بن أبى بلتعة الجاريتين إلى الإسلام، فأسلمتا، فاختارَ النبى صلى الله عليه وسلم ماريةَ لنفسِه، وأهدى أختَها إلى الشاعرِ حسان بنِ ثابتٍ رضيَ اللهُ عنهُ.

أمّ إبراهيم... الحرّة التى أكرمَها اللهُ بولد منَ النبى

كانتْ ماريةُ بيضاءَ جميلةَ الطلعة، شديدة الحياء، أثار قدومُها غيرةَ أمهات المؤمنينَ لجمالِها ومكانتِها فى قلبِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وبعد عامٍ من دخولِها بيتَ النبوّة، حملتْ مارية، فتهلل وجهُ النبيِّ فرحًا، فقدْ فقدَ أبناءَه من الذكور  جميعًا إلا فاطمةَ رضيَ اللهُ عنها. وفى ذى الحجةِ منَ السنةِ الثامنةِ للهجرة، وُلد إبراهيم بن محمد صلى الله عليه وسلم، فحرر الرسول أمه مارية، وصارتْ منْ أمهاتِ المؤمنينَ.

لكنَّ الفرحَ لم يدمْ طويلًا، إذْ مرضَ إبراهيم وهوَ لم يبلغْ عامَه الثانى، فمات فى حجر أبيه، فبكى النبى حتى بلّتْ دموعُه لحيته، وقالَ: «إنَّ العينَ لتدمعُ، وإنَّ القلبَ ليحزنُ، ولا نقول إلا ما يرضى ربَّنا، وإنّا لفراقِك يا إبراهيم لمحزونونَ».

نهايةٌ للحكايةِ... وبدايةٌ للألمِ

عاشتْ السيدةُ ماريةُ القبطيةُ خمسَ سنوات بعدَ وفاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، حتى جاءَ أجلُها فى السنةِ السادسةَ عشرةَ للهجرةِ.

صلّى عليها عمرُ بنُ الخطابِ رضيَ اللهُ عنهُ، ودُفنتْ فى البقيعِ بجوارِ نساءِ البيتِ النبويِّ، إلى جانبِ ولدِها إبراهيمَ.

غيرَ أنَّ بيتَها فى مصرَ - بيتَ الذكرى والبركةِ - ما زالَ يئنُّ تحتَ ركامِ الإهمالِ، يطلبُ يدًا تمتدُّ لترممهُ، وقلوبًا تستشعرُ قداستَهُ.

وصمةٌ فى جبينِ الذاكرةِ

إنَّ إهمالَ منزلٍ كهذا لا يُعدُّ خطأً إداريًا، بلْ جريمةً فى حقِّ الوجدانِ والتاريخِ. إنَّهُ بيتٌ وطأتهُ أقدامُ منْ حملتْ فى رحمِها ابنَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وسمعتْ صوتَهُ، ورأتْ نورَ النبوّةِ عن قرب. فكيفَ يُتركُ هذا الأثرُ الطاهرُ وحيدًا، تنهشه المقابر، وتغطيهُ الرمالُ؟ أليسَ منَ العارِ أنْ يزدهرَ الاهتمام فى بلاد بعيدة بآثار لا تمتُّ للدينِ بصلة، بينما يُترك بيتُ أمِّ إبراهيمَ، زوجةُ خير خلق الله، عرضةً للضياع؟

 

المسجد العُمرى الأثرى بقنا.. يستغيث

يطالب أهالى قرية «هو» التابعة لمركز نجع حمادى شمال محافظة قنا، الدولة بحل مشكلة مسجد العمرى الذى تعرض لحريق ضخم منذ سنوات وأدى إلى انهيار أجزاء كبيرة منه، وبالرغم من المحاولات الكثيرة والوعود المتكررة إلى أن الوضع لا يزال كما هو. 

وناشد الأهالى فى استغاثتهم الأخيرة، الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، باعتماد الميزانية اللازمة لإعمار الجامع العمرى العتيق بقرية «هو» بمركز نجع حمادى، استجابة لمطلب أكثر من 100 ألف نسمة من أهالى القرية والقرى المجاورة. 

يقع المسجد العمرى بقرية «هو» على بعد ٥٠ كيلو مترًا شمال محافظة قنا، وهو تابع لوزارة الآثار والاوقاف، وتبلغ مساحتة من الداخل ما يقرب من ٩٣٣ مترًا، وبه مساحات شاسعة من الخارج ومحاط بسور خارجى بنى حديثا، وكان المسجد العمرى جامعة لعلوم القرآن، ضمن 27 جامعًا لدراسة العلوم على مستوى المحافظة وهو ما يكشف سبب تعلق جميع أهالى القرية به.  

يقول المهندس خليفة عبد اللاه محمد من أهالى المنطقة التى يقع بها المسجد وأحد رواده ومن المهتمين بالتراث الإسلامى، المسجد العمرى بقرية «هو»، من بين أهم الآثار  الإسلامية فى صعيد مصر، ويرجع تاريخ بنائه عقب الفتح الاسلامى لمصر، وهو بمثابة تحفة معمارية لا مثيل لها، بنى على طراز جامع عمرو بن العاص، مضيفًا أن المسجد جرى تشييده على تل ترابى بارتفاع ١٣ مترًا من على سطح الأرض ويعد ضمن المساجد المعلقة، وألحقت به عدة تجديدات فى العصر العثمانى، أما المئذنة فترجع للعصر الفاطمى، وتم تسجيله كأثر إسلامى بالقرار رقم ١٠٣٥٧ لسنة ١٩٥١م. 

وأضاف خليفة أن المسجد فى ٢٠١٤/٩/٤، تعرض لحريق ضخم حوله لكومة من الأنقاض، وأدى لاحتراق المنبر الأثرى ودكة المبلغ، ولم يتبقَ سوى البايكة الخاصة بالمئذنة حتى أسواره الخارجية بدأت فى الانهيار وعقب الحريق،  حضر محافظ قنا ووزير الآثار دكتور ممدوح الدماطى ورئيس المجلس الأعلى للآثار حينذاك. 

جرى حينها تشكيل لجنة برئاسة رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، أوصت بإعادة ترميم وإعمار الجامع العمرى بنفس أصوله الأثرية والمعمارية التى كان عليها قبل الحريق بالقرار رقم ٢٩٢ فى ٢٠١٤/١٠/٢٢م وأكدت فيه أن الحوائط والأسقف أصبحت غير آمنة وهذا يتطلب مشروع تطوير وترميم متكاملًا وفى أسرع وقت، وقامت اللجنة بعرض تقريرها على وزارتى الآثار والأوقاف ومحافظ قنا.  

وجاء فى تقرير اللجنة حينها بالتوصية بإعادة بناء المسجد من جديد وبأساسات جديدة على عمق 300 متر فوق الربوة المرتفعة التى شُيد عليه المسجد والبالغ طولها 700 متر من سطح الأرض، وتنفيذ أعمال إحلال مبانى المسجد ببدائل الطوب الأحمر والدهانات باللون الأثرى القديم، وإنشاء أعمدة المسجد من الجرانيت بديلًا عن الأعمدة المنهارة وهى من الحجر، كما أوصى التقرير بتصنيع منبر جديد ودكة مبلغ وباب مدخل المسجد من الخشب العزيزى. 

وذكر عبداللاه محمد أنه فى عام 2016م تم عمل مشروع ترميم متكامل من قبل وزارة الآثار قدرت التكلفة فيه بثمانية عشر مليون جنيه فى ذلك الوقت، وأرسل لوزارة الأوقاف والجامع العمرى ينطبق عليه القانون ١١٧ لسنة ١٩٨٣م والمعدل بالقانون ٣ لسنة ٢٠١٠م. 

ورغم مرور أكثر من أحد عشر عامًا، ما زلنا نطالب بإعادة إعماره ولم يستجب أحد لاعتماد الميزانية.

وأوضح المهندس خليفة أننا تقدمنا بطلب لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر دكتور أحمد الطيب، وأرسل الطلب للدكتور أسامة الأزهرى ولم يستجب لذا نطالب وزارتى الأوقاف والآثار لسرعة التدخل واعتماد الميزانية اللازمة للإعمار للحفاظ عليه كأثر إسلامى فى صعيد مصر ونناشد الجهات والمؤسسات الخيرية ورجال الأعمال التبرع لإعادة الإعمار.