تعرف على محبة الرسول بين الإتباع والابتداع

محبة الرسول بين الإتباع وقال ابن القيم رحمه الله (لما كثر المُدّعون للمحبة، طولِبوا بإقامة البيّنة على صحة الدعوى، فتأخر الخَلق كلُهم وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه).
أما أسباب اختيار هذا الموضوع (محبة الرسول بين الاتباع والابتداع) فهــي:
1- كون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ركناً أصيلاً من أركان الإيمان فأردت أن أبين مكانة المحبة من الإيمان وحكمها وثمراتها وأسباب تقويتها.
2- لأن بعض المسلمين يتسترون وراء الدعاوي لهذه المحبة فأردت أن أبين الشواهد والعلامات الصادقة لهذه المحبة ليتبين الصادق من الكاذب.
3- لأن بعض المسلمين ظنوا أن من لوازم المحبة الغلو فيه صلى الله عليه وسلم ، فأردت أن أبين أن المحبة شيء مختلف تماماً عن الغلو.
4- ولظهور كثير من البدع التي شوهت معالم الدين عند كثير من المسلمين بسبب الغلو، فأردت أن أبين آثار الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم .
ولشعورنا بالتقصير في محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، فأردت أن أبين أين نحن من محبة النبي صلى الله عليه وسلم .
إن محبته أصلٌ من أصول الإيمان وواجب من الواجبات الشرعية كما أن بغضه ناقضٌ من نواقض الإيمان الاعتقادية. وتتفاوت درجة الشعور بهذا الحب تبعاً لقوة الإيمان أو ضعفه، وكمال الحب من كمال الإيمان، ونقص الحب من نقص الإيمان، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن عبدٌ حتى أكونَ أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين»([2])، وهذا الحديث من أوضح الأدلة على وجوب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا يكمُل الإيمان إلا به.
الشعور بحلاوة الإيمان ولذة الطاعة: ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحبُ إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار» قال النووي رحمه الله (حلاوة الإيمان أي استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين).