الفيلم المصري “كان نفسي” يفوز بجائزة أفضل فيلم روائي طلابي في بنين

توج الفيلم المصري “كان نفسى ” للمخرج اسامة القزاز ضمن فئة الفيلم الروائي القصير، كافضل فيلم روائي طلبة في بنين بإسم المنتج باسكال ابيكانلو، وذلك خلال النسخة الخامسة من لقاءات كوتونو السينمائية والرقمية (ريسيكو) ، المنظمة من 27 سبتمبر إلى 4 أكتوبر بعاصمة البنين .
يُعد فيلم «كان نفسي» تجربة إنسانية عميقة تمزج بين الدراما والتحليل النفسي، حيث يقدّم المخرج أسامة القزاز رؤية سينمائية مختلفة تتناول تأثير الطفولة والبيئة الأسرية على تكوين الشخصية ونظرة الفرد لنفسه ولمحيطه.
تدور أحداث الفيلم في إطار اجتماعي نفسي حول شابٍ يدخل في جلسة مطوّلة مع طبيبه النفسي، يحكي خلالها تفاصيل معاناته النفسية التي بدأت منذ طفولته واستمرت حتى مرحلة الشباب. من خلال هذا الحوار، يُعيد الشاب فتح ملفات الماضي بكل ما تحمله من قسوة وصدمات، كاشفًا كيف أدت التجارب المبكرة القاسية إلى انهياره الداخلي وفقدانه الثقة في ذاته، وفي قدرته على مواجهة الحياة.
ومع تطور السرد الدرامي، يعرض الفيلم سلسلة من المواقف والذكريات التي شكّلت وعي البطل، ويطرح تساؤلات فلسفية حول معنى الدعم الإنساني، وكيف يمكن لكلمة طيبة أو لموقف بسيط أن يغيّر مجرى حياة شخص بالكامل.
ينتهي الفيلم بنهاية غير متوقعة تُجبر المشاهد على إعادة التفكير في مفهوم “القوة” و”الضعف” الإنساني، مؤكداً أن الإنسان لا يحتاج دائمًا إلى العلاج بقدر ما يحتاج إلى من يستمع إليه بصدق ويمنحه الأمان والثقة.
يحمل العمل رسالة إنسانية بليغة تدعو إلى الوعي بأهمية التربية السليمة والتواصل الأسري، مؤكداً أن التنشئة القائمة على التفاهم والاحتواء هي الأساس في تكوين شخصية متزنة قادرة على التعامل مع تحديات الحياة. كما يلفت الفيلم النظر إلى قضية الصحة النفسية في المجتمع، وضرورة التحدث عنها بجرأة بعيدًا عن الوصم أو الخجل.
يتميّز «كان نفسي» بإخراجه الهادئ وأسلوبه الواقعي الذي يقترب من أسلوب الاعترافات النفسية، إذ اعتمد المخرج أسامة القزاز على لغة بصرية بسيطة لكنها عميقة في معناها، مع توظيف الضوء والظلال لخلق توازن بين العالم الداخلي للبطل وما يدور في ذهنه من صراعات، والعالم الخارجي الذي يبدو صامتًا لكنه ممتلئ بالأثر.
الفيلم من بطولة د. علي شوقي، أمير الصم، أنور رامز، وجودي غندور، منتج منفذ أحمد نجيب، مساعد مخرج أول إسلام عبد الجواد، مساعد مخرج ثانٍ رحمة محمد، يوحنا أشرف، كلاكيت عمر فتحي، استايلست هدير البنا، ترجمة محمد الشحات، مونتاج زياد سمير.
ويُعرض العمل تحت إشراف أ.د أحمد فهمي عبد الظاهر ود. علي شوقي، مع شكر خاص للدكتورة غادة جبارة تقديرًا لدعمها وتشجيعها لصناع الفيلم الشباب.
يُعد فيلم «كان نفسي» تجربة فنية وإنسانية ناضجة تؤكد أن السينما ليست فقط وسيلة للتسلية، بل يمكن أن تكون أداة للشفاء، ورسالة أمل لكل من فقد طريقه، تقول له إن الكلمة الطيبة يمكن أن تكون بداية لحياة جديدة