كلام فى الهوا
الصبر لا يعنى الاستسلام، فما أجمل الأوصاف التى خصها الله تعالى للصابرين، لذلك نجد الإنسان الصابر الحقيقى لا يشكو وينتظر فرج ربه دون أن يكف عن العمل لعله يفوز بوعد الله له. ولكن المستسلمين الذين لا يعملون أو يفعلون شيئًا من أجل التغيير ويتركون المعتدين عليهم يتسابقون فى سرقة حياتهم دون حراك منهم، وينظرون إليهم وهم يحرقون الأخضر واليابس دون خوف من حساب أو أعين الناس، ليتسنى لهم اقتراف كل الموبقات دون محاسبة من أحد على مرأى من أعين المستسلمين، هؤلاء سارقو النور من طريق الغلابة، هؤلاء تلعنهم الأرض والسماء جزاء ما يستهدفون من زرع وماء وأرض وابتلاعه بطوله وعرضه وتاريخه وحضارته وأهله، حتى تلك الحدائق التى كانت فى يوم من الأيام مكانًا لراحة النفس والعين ليحولها إلى جراجات للعابرين، من ثم تتلاشى الأحلام والأمل فى أن نعود للتواجد بين الأمم بسبب حالة الاستسلام التى سمحت لهؤلاء سارقى النهار فى إخفاء كل جميل فى الوطن.