بالأرقام كواليس إخلال الزمالك بوعده مع جوزيه جوميز.. و43 ألف دولار فجّرت الأزمة في فيفا

كشف الإعلامي جمال الغندور، خلال برنامجه «ستاد المحور»، عن تفاصيل جديدة وحصرية تتعلق بأزمة المدير الفني البرتغالي جوزيه جوميز مع نادي الزمالك المصري، والتي وصلت رسميًا إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد إخلال إدارة النادي الأبيض باتفاقها المالي مع المدرب بشأن مستحقاته المتأخرة.
وقال الغندور إن جوميز تقدم بشكوى رسمية إلى فيفا بعد أن فاض به الكيل نتيجة تأخر الزمالك في سداد القسط الأول من مستحقاته، رغم توقيع اتفاق تسوية بين الطرفين قبل أسابيع قليلة، كان من شأنه إنهاء النزاع بصورة ودية دون اللجوء إلى الجهات القضائية.
تفاصيل الاتفاق المالي بين الزمالك وجوميز
بحسب ما كشفه الغندور، فإن إدارة الزمالك كانت قد توصلت مع المدير الفني البرتغالي إلى اتفاق نهائي لتسوية جميع المستحقات المتأخرة، حيث بلغت القيمة الإجمالية 120 ألف دولار، تُدفع على أربعة أقساط شهرية تبدأ من الأول من أكتوبر الجاري.
وجاءت تفاصيل الاتفاق كالتالي:
- القسط الأول: 43 ألف دولار يُسدد في 1 أكتوبر 2025.
- القسط الثاني: 43 ألف دولار في 1 نوفمبر 2025.
- القسط الثالث: 17 ألف دولار في 1 ديسمبر 2025.
- القسط الرابع والأخير: 17 ألف دولار في 1 يناير 2026.
وأوضح الغندور أن هذا الاتفاق جاء بعد مفاوضات طويلة بين ممثلي الزمالك والمدرب البرتغالي، إذ أبدى جوميز مرونة كبيرة وتنازل عن جزء من مطالبه المالية من أجل إغلاق الملف بشكل ودي، مراعاة لظروف النادي المالية في الفترة الحالية.
لكن المفاجأة كانت بحسب الغندور في أن الزمالك لم يلتزم بسداد القسط الأول الذي كان مستحقًا مطلع أكتوبر، وهو ما اعتبره جوميز إخلالًا صريحًا ببنود الاتفاق الموقع بين الطرفين، ما دفعه للتوجه مباشرة إلى فيفا وتقديم شكوى رسمية يطالب فيها بالحصول على كامل مستحقاته دفعة واحدة دون تقسيط.
فيفا يدخل على الخط والشكوى تثير القلق داخل الزمالك
وبحسب المصادر التي نقل عنها برنامج ستاد المحور، فإن إدارة الزمالك تلقت بالفعل إخطارًا رسميًا من الاتحاد الدولي لكرة القدم يؤكد تسلم شكوى جوميز ضد النادي، وأن لجنة فض المنازعات في فيفا بدأت إجراءات النظر في القضية.
وتخشى إدارة الزمالك أن يؤدي هذا الملف إلى تجميد بعض المعاملات الخاصة بالنادي دوليًا أو فرض غرامات مالية إضافية في حال ثبوت الإخلال المتكرر بالالتزامات التعاقدية، خاصة أن النادي يواجه حاليًا أكثر من ملف مشابه أمام الجهات الدولية تخص لاعبين ومدربين سابقين.
وأكد الغندور أن فيفا طالب الزمالك بالرد رسميًا على الشكوى خلال فترة زمنية محددة، وتقديم ما يثبت التزامه باتفاق السداد، وهو ما يضع الإدارة البيضاء في سباق مع الزمن لمحاولة احتواء الأزمة قبل تفاقمها.
خلفيات الأزمة: بداية قوية ثم نهاية متوترة
كان البرتغالي جوزيه جوميز قد تولى تدريب الزمالك في فترة صعبة شهدت تغييرات متكررة في الأجهزة الفنية، وبدأ عمله بحماس كبير سعيًا لإعادة الانضباط الفني للفريق، غير أن سوء النتائج وتراكم الأزمات الإدارية والمالية دفعاه إلى فسخ التعاقد بالتراضي منتصف الموسم الماضي.
ورغم إعلان النادي وقتها أن الانفصال تم بشكل ودي دون مشاكل مالية، فإن جوميز ظل يطالب بالحصول على راتبه المتأخر لعدة أشهر، إلى أن تم التوصل أخيرًا إلى الاتفاق المذكور بقيمة 120 ألف دولار، قبل أن تتجدد الأزمة مجددًا بعد عدم تحويل الدفعة الأولى في موعدها المحدد.
وقال الغندور في برنامجه:“جوميز أبدى مرونة كبيرة مع الزمالك، ووافق على تقسيط المبلغ المستحق له على أربعة دفعات، لكن النادي لم يلتزم بالاتفاق، رغم أنه لم يكن هناك خلاف على المبلغ أو طريقة الدفع. التأخير في تحويل القسط الأول البالغ 43 ألف دولار هو الذي فجر الأزمة من جديد.”
مصدر داخل الزمالك يوضح موقف النادي
من جانبه، نقل برنامج ستاد المحور عن مصدر داخل القلعة البيضاء أن الإدارة لم تتعمد التأخير، موضحًا أن الأزمة جاءت بسبب تأخر التحويلات البنكية الدولية بعد تغيير حساب النادي المعتمد من البنك المركزي، وأن القسط الأول سيتم تحويله خلال أيام قليلة.
وأضاف المصدر:“الزمالك ملتزم باتفاقه مع جوميز تمامًا، ولا نريد أي صدام مع المدرب أو مع الاتحاد الدولي. الأمور ستُحل قريبًا، وسيتم سداد القسط الأول خلال الأسبوع الجاري لتفادي أي عقوبات أو تصعيد قانوني.”
لكن الغندور شدد على أن فيفا عادة لا يقبل مثل هذه المبررات بعد توقيع اتفاق رسمي، لأن النصوص التعاقدية تكون ملزمة، ولا تسمح بالتأخير إلا في حالات استثنائية مثبتة رسميًا.
الخسائر المحتملة على الزمالك إذا أدانته فيفا
في حال صدور قرار من لجنة فض المنازعات في فيفا لصالح جوميز، فإن الزمالك قد يُجبر على دفع المبلغ المتفق عليه كاملًا دفعة واحدة، بالإضافة إلى غرامات مالية وفوائد تأخير، فضلًا عن إمكانية منع النادي من قيد لاعبين جدد في حال تكرار المخالفة.
ويأتي هذا في وقت حساس للغاية بالنسبة للنادي، الذي يسعى إلى إعادة ترتيب أوراقه إدارياً ومالياً استعدادًا لاستكمال منافسات الدوري المصري وبطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية.
جوميز يطالب بحقه ويحافظ على احترامه للنادي
ورغم لجوئه إلى فيفا، حرص المدرب البرتغالي وفقًا لما نقله الغندور على التأكيد في خطابه الرسمي أنه يكن كل الاحترام والتقدير لجماهير الزمالك، لكنه اضطر لاتخاذ هذا الإجراء بعد أن فقد الثقة في التزام الإدارة بوعودها المتكررة.
وقال في بيانه:“احترمت تعاقدي مع الزمالك حتى آخر يوم، وقدمت تنازلات مالية من أجل حل النزاع وديًا، لكن النادي لم يلتزم بما اتفقنا عليه. ليس أمامي الآن سوى الطرق القانونية لضمان حقوقي.”