رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الرفق سر النجاة.. كيف جعل النبي ﷺ اللين طريقًا إلى الجنة؟

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الرفق من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، بل جعله النبي ﷺ سمة لأهل الجنة وعلامة على الإيمان الصادق.


وأوضح جمعة أن النبي ﷺ بشّر الرفيق السهل بالنجاة من النار، فقال: «تدرون من يحرم على النار يوم القيامة؟ كل هينٍ لينٍ سهلٍ قريب» [رواه الترمذي]، لافتًا إلى أن رسول الله ﷺ كان يدعو بالرحمة لمن رفق بأمته، قائلاً: «ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به» [رواه مسلم].

 

رفق في الدين.. لا غلو ولا تشدد

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن النبي ﷺ وجّه الأمة إلى الرفق حتى في أمور العبادة والدين، فقال: «إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه» [رواه أحمد والبيهقي].
وأوضح أن معنى الحديث هو الدعوة إلى التوسط في التدين والابتعاد عن التشدد والغلو، لأن من حاول أن يشدّد على نفسه فوق طاقتها سرعان ما يترك الدين أو يملّ العبادة.


 

الرفق ثمرة حسن الخلق

وأضاف جمعة أن الرفق لا ينشأ إلا من قلب طيب وخلق كريم، بينما العنف نتيجة الغضب والفظاظة والحرص، مستشهدًا بكلام الإمام أبي حامد الغزالي في إحياء علوم الدين حيث قال:«الرفق محمود، ويضاده العنف والحدة، والعنف نتيجة الغضب والفظاظة، والرفق ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق، ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب والشهوة وحفظهما على حد الاعتدال».

 

وأوضح أن هذا الضبط للنفس هو ما يجعل الإنسان قادرًا على التعامل برفق في القول والعمل، ومع النفس والناس على السواء.

الحياء والرفق.. خُلُقان لا يفترقان

ولفت جمعة إلى أن العلماء العارفين دائمًا ما يربطون بين الرفق والحياء في مؤلفاتهم، لأن كليهما منبع للخير، فكما قال النبي ﷺ:

 «من يُحرَم الرفق يُحرَم الخير كله» [رواه مسلم]،وقال أيضًا: «الحياء لا يأتي إلا بخير» [متفق عليه].

 

وأكد أن الحياء هو الدافع الداخلي الذي يمنع الإنسان من القبيح ويدفعه إلى اللين وحسن التعامل، فهو الباعث على كل خُلُق جميل، كما أن الرفق والحياء يجتمعان في صفة الخيرية التي هي جوهر الأخلاق الإسلامية.

 

وختم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن الرفق ليس ضعفًا ولا تهاونًا، بل هو قوة النفس المتزنة التي تعرف متى تلين ومتى تحزم، وأنه سرّ من أسرار السكينة في القلب والسلام في المجتمع.
وقال: «من رُزق الرفق فقد رُزق الخير كله، ومن حُرم الرفق فقد حُرم السكينة، فكونوا رفقاء كما كان نبيكم ﷺ».