"حياة فتاة استعراضية": تايلور سويفت في ذروة نضجها الفني والتجاري

أطلقت نجمة البوب الأمريكية تايلور سويفت ألبومها الجديد "حياة فتاة استعراضية" يوم الجمعة، في حدث فني تحوّل إلى ظاهرة عالمية.
ورافقت الألبوم، الثاني عشر في مسيرة سويفت، حملة ترويجية ضخمة شملت حفلات إطلاق في دور السينما العالمية، مبيعات منتصف الليل في متاجر "تارجت"، وتجارب غامرة في كل من نيويورك ولوس أنجلوس، تؤكد المكانة الراسخة للفنانة لدى جمهورها الضخم.
نجاح قياسي رغم الجدل النقدي
بعد النجاح الساحق لألبومها السابق "The Tortured Poets Department"، الذي باع ما يعادل 8 ملايين نسخة في الولايات المتحدة وحدها، تجاوز "حياة فتاة استعراضية" التوقعات محققًا أعلى عدد استماعات لألبوم جديد على منصة Spotify خلال أقل من 11 ساعة.
رغم ذلك، لم تكن المراجعات النقدية موحّدة؛ فبينما منحت رولينغ ستون الألبوم خمس نجوم، واصفة سويفت بأنها "في ذروة نجوميتها"، انتقدت صحف أخرى مثل فاينانشال تايمز والغارديان محتوى الألبوم، معتبرة أنه "يفتقر إلى التألق" و"مبهرج من نجمة مرهقة".
تايلور: الألبوم انعكاس دقيق لحياتي الآن
سويفت، التي تحدثت في عدد من المقابلات الترويجية، أكدت أن الألبوم يعكس تجربتها الحياتية الحالية بشكل صادق. وقالت في تصريح إذاعي:"أنا في نفس المكان الذي كنت فيه عندما سجلت الألبوم، لذا فهو يبدو دقيقًا جدًا بالنسبة لي."
عملت سويفت مجددًا مع المنتجين السويديين ماكس مارتن وشيلباك، وهما من أبرز شركائها في ألبومات مثل 1989 وReputation. ويضم الألبوم 12 أغنية تشارك فيها المغنية سابرينا كاربنتر.
منصات رقمية وتجارب واقعية: مزيج ذكي للترويج
بدأ الترقب للألبوم منذ أغسطس، حين نشرت سويفت عد تنازليًا على موقعها، متبوعًا بإطلالة بارزة في بودكاست "نيو هايتس" الذي يقدمه خطيبها لاعب كرة القدم ترافيس كيلسي. الحلقة تجاوزت 23 مليون مشاهدة، ووفّرت منصة مريحة لسويفت لمشاركة رؤيتها الفنية.
الزخم الترويجي لم يتوقف عند المنصات الرقمية. سبوتيفاي أقامت تجربة تفاعلية في نيويورك، بينما أطلقت TikTok منصة خاصة بالألبوم في لوس أنجلوس. كما ستعرض دور السينما فيلمًا ترويجيًا بعنوان "حفلة الإصدار الرسمي لفتاة استعراضية"، يتضمن مشاهد خلف الكواليس ولقطات حصرية.
"Swiftonomics": ظاهرة اقتصادية لا يمكن تجاهلها
النجاح الفني لسويفت انعكس أيضًا على الاقتصاد. فتحت متاجر "تارجت" أبوابها منتصف الليل لبيع نسخ محدودة من الألبوم على الفينيل وأقراص مضغوطة. وتوقعت تحليلات شباك التذاكر أن يحقق الفيلم المصاحب للألبوم ما بين 30 إلى 50 مليون دولار في أول أسبوع من عرضه.
الخبراء الاقتصاديون أشاروا إلى أن سويفت أصبحت قوة اقتصادية بحد ذاتها، تدفع النمو في قطاعات التجزئة، السياحة، وحتى تسجيل الناخبين.
وقال أحد المحللين:"منتجات تايلور سويفت كانت نقطة مضيئة لتارجت، وعوضت تراجع مبيعات قطاعات أخرى."
سويفت في مصاف الأساطير
مع تجاوز مبيعات ألبوماتها 100 مليون نسخة بحسب رابطة صناعة التسجيلات الأمريكية، وجولتها الموسيقية "إيراس" التي أصبحت الأعلى دخلًا في التاريخ، تقف تايلور سويفت اليوم على قدم المساواة مع عمالقة مثل مايكل جاكسون وإلفيس بريسلي من حيث التأثير الثقافي والانتشار الجماهيري.