غزة توحّد إيطاليا… مليون ونصف يهتفون للحرية في شوارع روما

 

 

 

 

في مشهد غير مسبوق في تاريخ أوروبا الحديث، تحولت العاصمة الإيطالية روما، السبت 4 أكتوبر، إلى ساحة عالمية للحرية والتضامن مع فلسطين، بعدما خرج أكثر من مليون ونصف متظاهر في “مليونية التحدي”، دعمًا لغزة ورفضًا لمواقف الحكومة الإيطالية ورئيستها جورجيا ميلوني.

ووفقًا لما أفاد به الناشط المصري في إيطاليا إكرامي هاشم، ممثل الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، فقد توافدت الحشود منذ ساعات الصباح الأولى من مختلف المدن الإيطالية — شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا — إلى العاصمة، حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين الهتاف الأشهر: “فلسطين حرة من النهر إلى البحر”.

وامتلأت محطات المترو والممرات العامة بأصوات المتظاهرين التي كسرت سكون المدينة الأبدية، لتعلن أن روما اليوم تنبض بقلبٍ فلسطيني.

 

من سان باولو إلى الكولوسيوم: طوفان بشري يهز العاصمة

انطلقت المسيرة من ساحة سان باولو مرورًا بساحة سيركو ماسيمو، حيث يقع مقر منظمة الفاو العالمية، وصولًا إلى الكلوسيوم، الذي شهد مشهدًا استثنائيًا لطوفان بشري لم تعرفه ذاكرة المدينة من قبل.

ورصد مراسلنا من أعلى أحد المباني المقابلة للمَعلم التاريخي مشهدًا مهيبًا: أنهارٌ من البشر ترفع الأعلام الفلسطينية وتهتف لغزة والحرية، في لوحة تضامنية ستبقى محفورة في الذاكرة كرمزٍ لوحدة الشعوب الحرة.

لم تتوقف مظاهر الدعم عند الهتافات واللافتات فحسب، بل ارتسمت ألوان العلم الفلسطيني على وجوه الشباب والفتيات الإيطاليين، في تعبير رمزي عن انتمائهم الإنساني ورفضهم للظلم والعدوان.

 

غضب شعبي ضد الحكومة الإيطالية

حملت المظاهرة رسائل سياسية واضحة، حيث رفع المشاركون لافتات تندد بسياسات الحكومة، ووضعوا علامة (X) على صور رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، في إشارة رمزية لرفض “تواطئها في دماء الفلسطينيين”، على حد وصفهم.

وردد المتظاهرون هتافات غاضبة ضد تصريحات ميلوني الأخيرة التي سخرت فيها من إضراب الطلاب والعمال، معتبرين هذه “المليونية” ردًا شعبيًا على استخفاف الحكومة بمطالب العدالة والحرية.

 

شماريخ فلسطين وأغنية “بيلا تشاو”

تحولت ساحة سان جوفاني في ختام المسيرة إلى مهرجانٍ للحرية، حيث أضاءت الشماريخ بألوان العلم الفلسطيني سماء روما، فيما علت الأصوات بأغنية “بيلا تشاو”، أيقونة المقاومة في التاريخ الإيطالي، لتندمج رموز النضال العالمي في مشهدٍ واحد يوحّد إيطاليا والعالم على كلمة الحرية.

 

رسالة وحدة للعالم

جمعت “مليونية التحدي” كل أطياف المجتمع الإيطالي: النقابات العمالية، الحركات الطلابية، الكشافة، والفنانين، إلى جانب الجاليات العربية، وخاصة أبناء فلسطين المقيمين في إيطاليا.

وفي ختام اليوم، أعلن المنظمون استمرار تحركاتهم حتى تستجيب الحكومة الإيطالية لمطالبهم، وعلى رأسها قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ووقف التعاون العسكري والتجاري مع إسرائيل، ودعم أسطول الصمود.

 

بهذه المليونية غير المسبوقة، أثبت الشعب الإيطالي أن صوت الضمير أقوى من صوت السياسة، وأن الحرية لا تُكمم ولا تُقهر.