أضرار الإفراط في تناول اللحوم الحمراء على صحة القلب والكلى

اللحوم الحمراء تُعد من الأطعمة الغنية بالبروتينات والحديد والفيتامينات الأساسية، وهي عنصر مهم في النظام الغذائي للكثيرين، وإلا أن الإفراط في تناولها قد يتحول من مصدر فائدة إلى خطر حقيقي يهدد الصحة، خاصة صحة القلب والكلى.
تشير الدراسات الطبية إلى أن الاستهلاك الزائد للحوم الحمراء، خصوصًا المصنعة مثل السجق واللانشون، يرتبط بارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الشرايين التاجية والنوبات القلبية، كما أن الدهون المشبعة الموجودة بكثرة في هذه اللحوم تُسهم في تراكم الترسبات على جدران الأوعية الدموية، وهو ما يُعرف بتصلب الشرايين.
من جانب آخر، تُشكل اللحوم الحمراء عبئًا على الكلى، إذ يؤدي تناولها بكثرة إلى زيادة إنتاج حمض اليوريك والمواد النيتروجينية، وهو ما يرهق الكلى ويزيد من خطر الإصابة بالفشل الكلوي، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات سابقة في وظائف الكلى. كذلك، وُجد أن الإفراط في تناولها قد يرفع خطر الإصابة بمرض النقرس نتيجة تراكم حمض اليوريك في المفاصل.
إلى جانب ذلك، ربطت أبحاث عدة بين الإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء وزيادة احتمالية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وذلك بسبب المركبات الكيميائية التي تتكون أثناء طهيها في درجات حرارة عالية مثل الشواء والقلي.
ولتقليل هذه المخاطر، ينصح الأطباء بالاكتفاء بتناول اللحوم الحمراء من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، مع التركيز على الحصص المعتدلة. كما يُفضل اختيار طرق طهي صحية مثل السلق أو الطهي بالبخار، وتجنب الإفراط في الشواء المباشر على الفحم.
كذلك، يُنصح بموازنة النظام الغذائي بإضافة مصادر بروتين نباتي مثل العدس، الفول، والحمص، إضافة إلى الأسماك والدجاج كبدائل صحية.
في النهاية، يمكن القول إن اللحوم الحمراء ليست عدوًا للصحة إذا استُهلكت باعتدال ووعي، لكن الإفراط فيها قد يحوّلها إلى عامل خطر رئيسي على القلب والكلى وصحة الجسم بشكل عام.