234 ألف شهيد ومصابا و11 ألف مفقود منذ أكتوبر 2023
«فتح»: نرحب بخطة إنهاء الحرب .. واليوم التالى فى غزة "فلسطينيًا"
أعلن أمس المتحدث باسم حركة فتح «منذر الحايك» ترحيب الحركة بمبادرة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» فقط من أجل وقف نزيف الدم الفلسطينى فى قطاع غزة. وأكد فى تصريحات صحفية أن ما فى الخطة من نقاط تتجاوز المنظمة والسلطة والشعب الفلسطينى سيأتى النقاش عليه لاحقا.
وشدد «الحايك» خلال تصريحات لـ«الوفد» أن اليوم التالى فى القطاع لن يكون إلا فلسطينيا وعنوانه ستكون السلطة الفلسطينية. وقال إن الموقف الوطنى الفلسطينى يجمع بشكل جمعى أنه لا يوم تالى بدون الشعب الفلسطينى وقواه والسلطة الفلسطينية.
ولاقت خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة انتقادات فصائلية فلسطينية واسعة بسبب عدد من البنود الواردة فيها وعلى رأسها إلغاء الكينونة السياسية للفلسطينيين ونزع الشرعية عن مؤسساتهم السياسية والوطنية فيما وصفوه بعودة الوصاية الاستعمارية.
ورحبت المؤسسة الرسمية الفلسطينية وحركة فتح بالمبادرة وأبدت استعدادها والتزامها بالعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق وقف لإطلاق النار وصولا إلى العودة لمسار «حل الدولتين» وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأكد عضو المكتب السياسى لحركة حماس محمد نزال، أن الحركة ستعلن قريبا موقفها من الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب فى غزة، وأنها سجلت ملاحظات عليها.
وقال« نزال» خلال تصريحات صحفية إن حماس جادة فى التوصل إلى تفاهمات من منطلق وقف الإبادة الجماعية فى غزة، وأن هناك تواصلًا مع الوسطاء والأطراف العربية والإسلامية لتحقيق ذلك.
وشدد على حق المقاومة أن تبدى ملاحظاتها على الخطة، بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، وأنه لا يمكن أن تكون النهاية التفريط بالحقوق الفلسطينية، ومواصلة الإبادة. وأشار نزال أن الحركة لا تتعامل وفق منطق محدودية الوقت للرد على الخطة، وأنها تسلمت الخطة الاثنين الماضي، وبدأت فى اليوم التالى مشاوراتها الداخلية والخارجية.
واكد موقع «أكسيوس» أن الخطة خضعت لتعديلات كبيرة أدخلها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو. واوضح أن مسئولين من مصر السعودية والأردن وتركيا كانوا غاضبين من التغييرات الأخيرة على الخطة، بحسب مصادر مطلعة.
ولاقت الخطة رفضا وانتقادات حادة من فصائل وقيادات فلسطينية، معتبرين أن الخطة تمثّل إرادة إسرائيلية وتحقيقا لأهداف الاحتلال.
وتواصل قوات الاحتلال لليوم 728 على التوالى حربها العدوانية وجريمة الإبادة الجماعية والحصار والتجويع ضد المدنيين والنازحين فى القطاع تزامنا مع استهداف طالبى المساعدات.
وتشهد مدينة غزة قصفا مدفعيا عنيفا ومركزا على معسكر الشاطئ شمال غرب المدينة وأطلقت قوات الاحتلال قصفا مدفعيا متواصلا وقنابل دخانية فى منطقة تل الهوا، شملت محيط مجلس الوزراء والجامعات، وسط حالة من التوتر والهلع بين السكان. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على منزل عائلة «عوض الله» فى شارع أبو حصيرة غرب غزة، ما أسفر عن إصابة عدد كبيرا وسط تهديد مسبق للمنزل من قبل الاحتلال.
كما شنت القوات الإسرائيلية غارة على منطقة الحساينة غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن إصابة مواطن إثر استهداف سطح منزل لعائلة أبو رخية فى المنطقة نفسها. وفى جنوب قطاع غزة، اعلن مجمع ناصر الطبى بوصول شهداء ومصابين جراء قصف إسرائيلى استهدف فى منطقة المواصى غرب مدينة خان يونس.
وترتكب إسرائيل منذ 7 اكتوبر 2023 بدعم أمريكى أوروبي- إبادة جماعية فى قطاع غزة قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. واسفرت الإبادة أكثر من 234 ألف فلسطينى بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.
وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»أن القوات الإسرائيلية قتلت أحد أعضائها، «عمر حايك» (42 عاما)، وأصابت أربعة آخرين بجروح خطيرة، جراء هجوم استهدف الفريق بينما كان ينتظر حافلة تقله إلى المستشفى الميدانى التابع للمنظمة فى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأكدت المنظمة، فى بيانها أن جميع أعضاء الفريق كانوا يرتدون سترات واضحة الهوية تحمل شعار «أطباء بلا حدود»، ما يثبت صفتهم كعاملين فى المجال الطبى الإنساني، مشيرة إلى أن هذا الاعتداء يأتى بعد أقل من أسبوعين على مقتل زميل آخر لهم فى دير البلح هو حسين النجار.
وقالت المنظمة: «نشعر بحزن وغضب بالغين إزاء هذه الجريمة، ونقف إلى جانب عائلة عمر وزملائه فى هذا الوقت المأساوي»، مضيفة أن «عمر» هو الرابع عشر من طواقم أطباء بلا حدود الذين قتلوا فى غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وأوضحت أن الراحل كان متخصصا فى العلاج الوظيفى فى عيادة غزة منذ عام 2018، وكرس حياته لمساعدة آلاف المرضى على استعادة قوتهم وكرامتهم، مشيرة إلى أنه اضطر لمغادرة مدينة غزة إلى الجنوب فى سبتمبر الماضى هربا من القصف والتهجير القسري، لكنه قُتل صباح اليوم أثناء توجهه إلى عمله، ليترك أسرته بلا معيل بعد وفاة والده ومقتل شقيقه الأصغر.
وشددت المنظمة على أن العاملين فى المجال الصحى بغزة يتعرضون للاستهداف المباشر، إذ قتل عدد كبير منهم، واعتقل آخرون بينهم الدكتور محمد عبيد، أحد جراحى أطباء بلا حدود، الذى ما يزال رهن الاعتقال دون تهم رسمية.
وأضاف البيان: «بينما يجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح من شمال غزة إلى الجنوب بحجة الحماية، فإنهم يواجهون القتل والاعتداء فى كل مكان. ما من مأمن فى غزة. الجميع يعانى من الجوع والحصار منذ قرابة عامين».