رفع العلم الفلسطيني في ملاعب الدوري الأميركي.. خطوة استثنائية رسمية بطلها وسام أبو علي
في قرار غير معتاد، أعلن الدوري الأميركي لكرة القدم (MLS) منح نادي كولومبوس كرو استثناءً خاصاً يسمح لجماهيره، المعروفة باسم "ذا نوردكه"، برفع أعلام الدول التي ينتمي إليها لاعبو الفريق، وبينها العلم الفلسطيني الذي سيمثل المهاجم وسام أبو علي، القادم حديثاً من النادي الأهلي.
هذا القرار يُعد الأول من نوعه منذ أكتوبر 2023، حين فرضت إدارة الدوري سياسة صارمة تمنع إدخال الأعلام واللافتات إلى الملاعب عقب أحداث إقليمية أثارت جدلاً واسعاً، وتحديداً بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل. ومنذ ذلك التاريخ، لم يُسمح للجماهير سوى باستخدام أعلام مثبتة مسبقاً داخل منشآت الأندية.
خلفية القرار
انضم المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي إلى صفوف كولومبوس كرو في صيف 2025 قادماً من الأهلي، ليصبح أول لاعب فلسطيني ينشط في الدوري الأميركي بهذا الحجم من الاهتمام الإعلامي. ومع وصوله، تقدمت إدارة النادي بطلب رسمي نيابة عن رابطة المشجعين للحصول على استثناء يسمح برفع أعلام تمثل الأصول الوطنية للاعبين.
وجاء في بيان للنادي: "نحن نؤمن أن كرة القدم قوة قادرة على توحيد الناس، سواء داخل غرفة الملابس أو في الملعب أو عبر المجتمع. هذا التنوع في خلفيات لاعبينا مصدر فخر لنا."
شروط الاستثناء
بحسب البيان الرسمي، سيسمح فقط برفع علم واحد لكل لاعب يرمز لبلده الأصلي أو منتخب بلاده الأول، وذلك في قسم محدد بملعب الفريق "Lower.com Field". ولن يُسمح باستخدام أعلام خارج هذا النطاق، على أن يلتزم المشجعون بشكل صارم بسياسة الدوري.
وبالإضافة إلى العلم الفلسطيني، من المتوقع أن تُرفع أعلام أخرى مثل: الجزائر، الأرجنتين، كندا، الرأس الأخضر، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، غانا، غواتيمالا، المجر، ليبيريا، نيجيريا، أوكرانيا، الولايات المتحدة والأوروغواي، حيث تضم تشكيلة الفريق لاعبين من هذه الجنسيات.
رمزية العلم الفلسطيني
يحمل السماح برفع العلم الفلسطيني أبعاداً رمزية كبيرة، إذ بدأ وسام أبو علي تمثيل منتخب فلسطين في عام 2024، وأصبح أحد أبرز وجوهه الكروية. وسبق أن خطف اللاعب الأنظار خلال مشاركته مع الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية، حيث سجل هدفاً من ركلة جزاء واحتفل بعرض العلم الفلسطيني، ما زاد من شعبيته في أوساط الجماهير.
قرار الدوري الأميركي بالسماح لجماهير كولومبوس كرو برفع أعلام تمثل لاعبيهم – وفي مقدمتها العلم الفلسطيني – يمثل تحولاً لافتاً في سياسة طالما وُصفت بالتشدد. وبينما يُنظر إليه من قبل البعض كخطوة نحو الانفتاح والاعتراف بالتنوع، قد يراه آخرون باباً لإقحام السياسة في الرياضة من جديد. لكن المؤكد أن وسام أبو علي أصبح رمزاً لقصة تجمع بين كرة القدم، الهوية الوطنية، والتأثير العابر للحدود.