رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

خط أحمر

لا بد أن كل عربى سوف يكون ممتنًا للرئيس الكولومبى جوستافو بيترو، الذى تصرف فى أثناء الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة فى نيويورك وكأنه رئيس فلسطين. 

وقد فعل ذلك ليس عن رغبة فى أن يحل محل الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ولكن لأنه كان يعرف أن عباس غاب عن الاجتماعات السنوية بتعليمات من إدارة الرئيس ترمب، التى رفضت منح الرئيس الفلسطينى تأشيرة دخول إلى نيويورك حيث تنعقد الاجتماعات فى سبتمبر من كل سنة. 

كانت إدارة ترمب تعرف أن فكرة الاعتراف بفلسطين فى الاجتماعات قد راحت تتنامى قبلها بطريقة لافتة، ولم يكن يوم يمر إلا وكانت دولة جديدة تعلن أنها ستشارك الدول التى سبقتها فى اتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وكان ذلك مما أقلق إدارة ترمب وتل أبيب معًا، ولم تجد العاصمتان شيئان تقفان به فى وجه الاعترافات المتتالية سوى منع عباس ورجاله فى السلطة من الحضور! 

وكان منع التأشيرة عنه أو عن رجاله فكرة خائبة وحيلة مكشوفة، لأن حجب التأشيرة عنهم لم يغير من الأمر شيئًا، وبدا الرئيس الكولومبى منذ وصوله إلى نيويورك وكأنه فى محل الرئيس الفلسطينى، أو كأن الفلسطينيين قد أرسلوه بالنيابة عنهم، فكان حديثه أمام الحاضرين فى الاجتماعات حديث رجل قرر أن ينتصر للفلسطينيين فى أرضهم المحتلة. 

وقد وصلت به الرغبة الصادقة فى الانتصار لهم إلى حد أنه دعا إلى تشكيل جيش دولى لتحرير فلسطين من الإسرائيليين، وقال إنه أول مَنْ سوف يشارك فى هذا الجيش، وأنه سيرسل عشرين ألف جندى من كولومبيا للمشاركة فيه. 

ليس هذا وفقط، ولكنه دعا إلى الاحتجاجات فى شوارع نيويورك احتجاجًا على حرب إسرائيل الوحشية على الفلسطينيين، وأعلن أنه سيذهب بنفسه ليشارك فى الاحتجاجات، وسيكون واحدًا ممن يمشون بين المحتجين فى شوارع المدينة. 

كان الرجل مدهشًا بقدر ما كان إنسانًا، ولم يزعجه فى كثير ولا فى قليل أن تعلن الولايات المتحدة أنها سوف تلغى تأشيرته أو أنها ألغتها بالفعل، فلقد قال إنه سيغادر إلى بلاده غير آسف على تأشيرة يجب ألا تكون حساب الفلسطينيين فى غزة، وألا تكون ملطخة بدمائهم.. غادر وهو يتكلم بلسان كل فلسطينى.. غادر وهو يقول إن العالم لا يزال فيه رجال.