رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

حكاية وطن

تحيطنا اليوم روح «أكتوبر»، ونحن على بعد أيام قليلة من الذكرى الـ52 لنصر السادس من أكتوبر، الذى حطمت فيه قواتنا المسلحة المصرية الباسلة غرور إسرائيل، ولقنتها درساً ستظل جميع الأكاديميات العسكرية فى العالم تتدارسه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من حيث التخطيط الاستراتيجى والمفاجآت التكتيكية التى أثبتت قدرة قواتنا المسلحة على التنفيذ الدقيق للضربات العسكرية لتظل هذه الحرب علامة فارقة فى تاريخ القوات المسلحة.

من حرب أكتوبر المجيدة تعلمنا أنك حين تقاتل لكرامتك تحيا حراً، وحين تقاتل للآخرين تموت عبداً، ونحن خضنا حرب الكرامة ورد الاعتبار واستعادة الأرض، كان هدفنا من الحرب تحرير سيناء وقد حدث، وهدف إسرائيل الاحتفاظ باحتلالها وخاب ما خططت له.

علّمت حرب أكتوبر العالم أن الأمة المصرية قادرة دوماً على الانتفاض من أجل حقوقها، وفرض احترامها على الآخرين، وأن الحق الذى يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر فى النهاية، لقد أثبتت هذه الحرب المجيدة، أن النصر لا يتحقق فقط على جبهات القتال، وإنما قبل ذلك يتحقق بوحدة الشعب، وصموده ووعيه فى الجبهة الداخلية، فجاء النصر ملحمة سطرها الجيش والشعب، لقد تجلت الوحدة الوطنية خلال حرب أكتوبر فى أبهى صورها، حيث اتحد المصريون بكل طوائفهم وأعمارهم خلف هدف واحد وهو استعادة الكرامة والأرض فى تلاحم صادق وتماسك ثابت لا يلين بين مختلف فئات الشعب، سواء المسلمون والمسيحيون، والأغنياء والفقراء ورجال الأعمال والعمال، ما أدى إلى التلاحم الوطنى الذى كان عاملاً مشجعاً للقوات المسلحة الباسلة على دك حصون العدو فى ست ساعات.

يقيناً أن يوم الاثنين المقبل سيكون يوماً مختلفاً، هو يوم النصر الذى يستمتع فيه المصريون بإجازة عيد السادس من أكتوبر، ويروون فيه لأحفادهم وأبنائهم عن أجدادهم من الجنود المصريين البواسل الذين سطروا ملحمة الانتصار، وأن هذا النصر هو رمز للقوة والكرامة، وعودة الثقة للنفس والشعب المصرى بعد فترة من الهزيمة، فى هذا اليوم يروى المصريون للأجيال التى جاء بعد «أكتوبر 73» أننا انتصرنا على إسرائيل، ولبسنا أسرى جيشها «كستور المحلة» بتعليمات من بطل الحرب والسلام الزعيم أنور السادات، انتصرنا فى أكتوبر لأن الحق لا يشيخ، ولأن الأرض ترفض أن تتخلى عن أبنائها مهما أثقلتها الأقدار.

فى يوم النصر يجدد الآباء والأبناء والأحفاد الولاء المطلق للوطن.. الولاء لمصر التى بنت فى عهد الرئيس السيسى سياجاً متيناً من القوة والوعى والإدراك، حصّنت به شعبها، بدعم من جيشها صاحب العقيدة الوطنية، التى تربّى عليها، وهى الولاء المطلق لأرض مصر وشعبها. فى يوم النصر يجدد المصريون العهد للقوات المسلحة المصرية بأنهم يد واحدة.. الجيش والشرطة والشعب لمواجهة المخططات الخارجية والداخلية والحذر من هذه الفترة التى جعلت العالم فى حالة تخبط بسبب ما يمر به من أحداث جسام، فى يوم نصر أكتوبر نتذكر سوياً ما جاد به أبطال أكتوبر بأنفسهم وأرواحهم ليكتبوا صفحات مضيئة تهتدى بها الأجيال، وتدرك أن الحفاظ على الأوطان ليس بالأمر الهيّن، وإنما يتطلب الانتماء والجهد والتضحية.

فى نصر أكتوبر نقدم التحية لأرواح شهداء القوات المسلحة وشهداء الشرطة، وإلى روح الشهيد البطل الزعيم محمد أنور السادات.. ودائمًا تحيا مصر ومن نصر إلى نصر.