رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

نجوم الزمن الجميل (1)

سلسلة توثق تاريخ عظماء الشاشة.. الجيل الذهبى يتحدث لـ«الوفد»

الفنان الكبير رشوان
الفنان الكبير رشوان توفيق

فى زمنٍ باتت فيه الأضواء سريعة الانتهاء، والأعمال الفنية تنسى بطريقة أسرع، يبقى لفنانى الزمن الجميل سحر خاص لا يخفت بريقه مهما مرّت السنوات، هم علامات مضيئة فى تاريخ الفن المصرى والعربى، حفروا أسماءهم فى وجدان الجماهير بموهبتهم الفطرية، وأعمالهم الخالدة التى ما زالت تعيش بيننا جيلاً بعد جيل، لم يكونوا مجرّد ممثلين، بل كانوا رسلاً للفن الأصيل، وأيقونات للثقافة التى شكّلت الوعى الجمعى للمجتمع.

من هنا، جاءت فكرة سلسلة الحوارات الصحفية مع عدد من نجوم زمن الفن الجميل، سنستعيد معهم البدايات الأولى، وذكريات الكواليس، ولحظات النجاح والانكسار، وأيضاً رؤيتهم للفن اليوم، وكيف ينظرون إلى الأجيال الجديدة التى ورثت المشهد.

إنها ليست مجرد مقابلات صحفية عابرة، بل محاولة لتوثيق تاريخ حى، وسرد لسيرة مبدعين لا تزال أعمالهم تعلمنا معنى الالتزام والصدق والإخلاص للفن، والتعرّف على أسرار النجومية الحقيقية، واستلهام الدروس من جيلٍ صنع تاريخاً من ذهب، لا يصدأ مهما تغيّرت الأزمنة.

الحلقة الأولى

رشوان توفيق: أعمالى لم تكن تمثيلاً فقط.. لكنها لامست قلوب الجماهير

شخصيتى فى «الليل وآخره» علامة لن أنساها…وما زلت أُفاجأ بحب الجمهور

الفن ليس تسلية بل رسالة لصناعة وعى الشباب

أتمنى أن يكتب المؤلفون أدواراً تليق بكبار السن

لم أخرج عن حدود الله يوماً.. وزوجتى كانت سندى

ياسمين عبدالعزيز ابنتى.. وتستحق مكانة كبيرة

 

قدّم الفنان الكبير رشوان توفيق، مشواراً طويلاً مليئاً بالأعمال التى أصبحت جزءاً من وجدان الجمهور المصرى والعربى، استطاع أن يحفر اسمه فى قلوب الجماهير.

فى حوار يحمل بين طياته الصدق والبساطة، يكشف الفنان الكبير رشوان توفيق لـ«الوفد»، تجربته الإنسانية والفنية التى شكلت وجدان ملايين المشاهدين، تحدث لنا عن رحلته الطويلة، وعن الأدوار التى التصقت بذاكرة الجمهور، وعن رؤيته لمستقبل الفن، وأهمية النصوص الجادة التى صنعت العصر الذهبى للدراما، وعلاقته بالجمهور، ورؤيته للأجيال الجديدة.

< فى البداية.. بعد مشوار طويل فى الدراما والسينما والمسرح.. ما الأدوار الأقرب إلى قلبك؟

<< بصراحة الأدوار القريبة لقلبى كثيرة جداً، وكل شخصية قدمتها كانت تأخذ جزءاً من روحى، لكن أبرزها بالنسبة لى، مسلسل «الليل وآخره» من العلامات التى لا أستطيع نسيانها، وكذلك دورى فى « أين قلبى» مع الأستاذة يسرا، كان بالنسبة لى محطة مهمة جداً، وهناك أدوار كثيرة مثل شخصيتى فى «الحب وأشياء وأخرى» والكثير من الأعمال، فأنا قدمت الكثير من الأعمال، حيث إننى بدأت حياتى منذ عام ١٩٦٢، بعضها كنت البطل وأخرى كنت ضيف شرف، ولكنى سعيد بالجماهير التى ما زالت تشاهد أعمالى حتى اليوم وذلك فضل كبير من الله، وذلك لكون أعمالى لم تكن مجرد تمثيل، لكنها كانت تمس قلوب الجمهور بشكل مباشر، وهذا أغلى تقدير ممكن أن أحصل عليه.

< كيف ترى تطور الدراما المصرية منذ بدايتها وحتى اليوم؟

<< الدراما المصرية مرت بمراحل كثيرة، ولكن فى الزمن السابق كانت النصوص عظيمة، وتكتب بوعى وكل الأعمال كانت يوجد بها رسالة، منها أعمال أسامة أنور عكاشة والتى كانت مدرسة متكاملة، وكان لدينا مؤلفون كبار مثل مجدى صابر وغيره، لكن اليوم يوجد لدينا مشكلة أن هناك الكثير من الأعمال تركز على موضوعات سطحية، مليئة بالضرب ومشاكل وبلطجة، وأتمنى نرجع للنصوص الجادة التى يوجد بها رسالة وقيمة، الفن عمره ما كان مجرد تسلية، لكنه أداة لتشكيل وعى الناس وتغيير المجتمع للأحسن.

< لو رجع بك الزمن، هل هناك أدوار كنت تتمنى تعملها بشكل مختلف؟

<< أنا قدمت أدواراً كثيرة على مدار حياتى، بعضها راض عنها جداً، وبعضها كنت أتمنى أغير تفاصيل صغيرة فيها، لكن فى النهاية كل عمل كان له معنى وكان ليه أثر عند الجمهور، وذلك أهم شيء.

< ما أكثر لحظة شعرت فيها بأن الجمهور قدّرك؟

<< الحمد لله، على مدار رحلتى الفنية، وجدت تقديراً كبيراً من الناس ومن الوسط الفنى، يمكن أكثر اللحظات اللى لمستنى كانت عندما أجد الجمهور لسه فاكر أدوارى، فى العديد من المسلسلات بعد مرور سنين طويلة، كذلك دورى فى مسلسل «جلباب أبى»، رغم مرور 25 سنة عليه، وما زالت الناس بتكلمنى عنه، رغم أن دورى وقتها كان صغيراً، لكن موضوعه كان مؤثراً جداً، لدرجة أننى من فترة كنت فى البلكونة، ووجدت شخصاً ينادى عليه «الوزير الوزير»، كنت فى غاية السعادة أن الجماهير لسه فاكرة الشخصية، تلك المواقف تجعلنى أحمد ربنا على حب الناس وصدقهم.

< شايف تعاونك مع الفنانة ياسمين عبدالعزيز إزاى؟

<< ياسمين بالنسبة لى زى بنتى، أنا اشتغلت معاها وهى عندها 18 سنة تقريباً، وشوفت فيها موهبة كبيرة من البداية، الجماهير أوقات بتشوفها مجرد ممثلة كوميدية، لكن الحقيقة إنها تقدر تعمل دراما عالية جداً، هى موهوبة ومتميزة، وعندها قدرة إنها تقدم أدواراً متنوعة، أنا فخور إنى وقفت جنبها فى بداية مشوارها، وبعتبرها واحدة من الفنانات اللى ربنا وهبهم حب الناس والموهبة فى نفس الوقت.

< كيف ترى دور الفن فى مواجهة التطرف والأفكار السلبية؟

<< الفن دوره عظيم جداً، يمكن أعظم من أى سلاح آخر، عندما نقدم عملاً محترماً فيه فكر ورسالة، بنقدر نغير عقول الناس ونفتح لهم أبواباً جديدة للتفكير، الفن هو السلاح الحقيقى فى مواجهة الفكر المتطرف، وأنا مؤمن بأن أى عمل صادق يقدر يحارب السلبية وينشر النور.

< هل هناك مواقف أثرت على اختياراتك لأدوارك وشكل شخصيتك قدام الكاميرا؟

<< طبعاً أنا حبيت التمثيل من وأنا عندى 12 سنة، ومن وقتها وأنا بحاول أقدم كل الأدوار بصدق، قدمت شخصيات كثيرة منها الطيب والشرير والشاب والعجوز، وكل شخصية كانت بتعلمنى حاجة، طول عمرى حريص إنى أختار أدوارى بعناية، حتى عندما قدمت شخصيات شريرة كنت حريص إنها تتقدم بشكل احترافى بعيد عن الابتذال، وربنا سبحانه وتعالى هو اللى كرمنى بالفرص دى، ولو فضلت أشكره لحد يوم القيامة مش هو فيه حقه.

واضح أن علاقتك القوية بربنا انعكست على حياتك وأدائك الفنى.. ممكن تكلمنا عن ده؟

الحمد لله، ربنا هو اللى سترنى ووقف معايا طول حياتى، وأنا متجوز بدرى منذ أن كنت طالب فى المعهد، وربنا رزقنى بزوجة صالحة كانت سند ليا، وما خرجتش عن حدود الله أبداً، وعمرى ما عملت علاقة غلط، وكنت دايماً حريص على أن أعيش حياة ترضى الله، وذلك انعكس على أدائى الفنى، لكون كل شخصية قدمتها كان يجب أن أشعر بها من داخلى وأكون صادقاً فيها، وكنت أقدم الشخصية بكل قلبى، وربنا هو الذى كان يوفقنى.

< إيه رأيك فى جيل الشباب من الممثلين دلوقتى؟

<< أنا شايف أن الجيل الجديد جيل كويس جداً، سواء شباب أو بنات، عندهم موهبة كبيرة، وعندهم فرصة يكملوا المشوار اللى بدأناه، وطبعاً الظروف اللى بيشتغلوا فيها مختلفة عن زمان، لكن فى النهاية الموهبة الحقيقية بتفرض نفسها.

< إيه الرسالة اللى تحب تود إرسالها للفنانين الشباب؟

<< رسالتى إلى كل الشباب الفنانين الذين اعتبرهم أولادى الإخلاص فى العمل، أهم من الشهرة، وليس شرطاً أن تكون فنان «سوبر ستار»، لكن الأهم أن يكون ليك قيمة، لدينا فنانون لم يكونوا نجوم شباك بالمعنى الحرفى، ولكن لهم أثر فى الفن بصورة قوية جداً، والفنان الحقيقى هو الذى يترك بصمة، وليس الذى يظهر فقط على الأفيش الأول وبس.

< بعد مشوارك الطويل.. هل مازال هناك أدور تحلم بتقدمها؟

<< دلوقتى خلاص.. كبرت فى السن وعجزت، وبقيت كل أدوارى محصورة فى شخصيات الجد أو الأب، المشكلة أن المؤلفين فى الفترة الأخيرة لا يكتبون أدوار لكبار السن، رغم أن العمل الفنى دائماً يحتاج وجود الممثل الكبير، حتى لو لم يكن البطل الأساسى، لكنه يكون ركيزة مهمة، وأتمنى من الكتاب أن يهتموا بكتابة أدوار تليق بكبار السن، لكون أن خبرهم وإحساسهم يضيفون للعمل قيمة كبيرة.