مظاهرة تاريخية للجالية المسلمة في روما ضد العدوان على غزة
في مشهد غير مسبوق منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة، شهدت العاصمة الإيطالية روما الساعات الماضية، مظاهرة حاشدة نظمتها الجالية المسلمة، بدعوة من عدد من المراكز والجمعيات الإسلامية وبمبادرة من جمعية المفلحون.
وقد لاقت هذه المبادرة ترحيباً واسعاً ودعماً ملحوظاً من مختلف المؤسسات الإسلامية وأبناء الجالية، خاصة فئة الشباب.
وبحسب ما أفاد به الناشط المصري في إيطاليا ومنسق الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج بروما إكرامي هاشم فقد انطلقت المسيرة عند الساعة الثالثة عصراً من ساحة فيتوريو مانويلي، بمشاركة كبيرة من أبناء الجالية يتقدمهم أئمة المساجد والمراكز الإسلامية في روما، وعلى رأسهم الشيخ محمد بن محمد إمام مسجد الهدى، والشيخ محسن عرفة إمام مسجد دار السلام.
ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة وتصفه بحرب الإبادة والهمجية ضد المدنيين العزل، فيما حمل آخرون مجسمات لأطفال ملطخة بالدماء في إشارة رمزية إلى الجرائم اليومية بحق أطفال القطاع.
كما وجّهت بعض اللافتات اتهامات مباشرة للحكومة الإيطالية بالتواطؤ والصمت تجاه ما يجري.
وتحولت المظاهرة إلى مسيرة ضخمة جابت شوارع مانزوني وماچوري وسان جيوفاني وصولاً إلى محيط جامعة لاسابينزا، التي باتت إحدى بؤر الحراك التضامني مع الشعب الفلسطيني.
حضور لافت للنساء والجاليات العربية
وكعادتهن، سجلت سيدات المجتمع المسلم في روما حضوراً قوياً، حيث تقدمن الصفوف بقيادة السيدة زينب محمد رئيسة مسجد الهدى، التي اعتادت قيادة النساء في مثل هذه الفعاليات.
كما شاركت جالية العالم العربي في إيطاليا بوفد رسمي ترأسه رئيسها كامل بلعيطوش، في إشارة إلى وحدة الصف العربي والإسلامي في الموقف تجاه القضية الفلسطينية.
كما ألقى عدد من النشطاء كلمات مؤثرة من فوق المنصة، شددوا فيها على ضرورة استمرار الحراك الشعبي وتوظيف مناخ الحرية في إيطاليا لصالح القضية الفلسطينية.
فقد دعا الناشط محمد يسري الشباب إلى رفع صوتهم في الشارع قائلاً: “غزة تنزف كل يوم… وصوتكم هنا في روما قد يصل إلى غزة”، فيما أكد الشيخ محمد بن محمد أن المشاركة في المظاهرات “واجب أخلاقي وديني ضد الظلم والعدوان”.
أما الناشط أحمد فال ولد داه فقد وجّه الشكر للمشاركين وأئمة المساجد على دعمهم، معتبراً أن هذا الحراك هو “خطوة أولى في طريق طويل حتى يسمع العالم صوت الجالية المسلمة”.
وأوضح أحمد فال أن مظاهرة اليوم تمثل “بداية ونواة لحراك جديد تشهده إيطاليا”، داعياً إلى استثمار هذه الفرصة لخلق “لوبي إسلامي أبيض” حاضر في كل القضايا التي تهم أبناء الجالية.
وأضاف أنه عازم على تكرار المبادرة وتعميمها في جميع المدن الإيطالية، مؤكداً أن النجاح الذي حققته المظاهرة سيكون دافعاً لموجة أوسع من التحركات التضامنية مستقبلاً.
أما البروفيسور فؤاد عودة، الرئيس الفخري لجالية العالم العربي في إيطاليا، فقد وصف المظاهرة بأنها “صفحة جديدة في تاريخ إيطاليا يكتبها أبناء الجالية المسلمة”، معتبراً أنها رسالة مباشرة إلى رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني ونائبها وزير الخارجية أنطونيو تاياني، من أجل تغيير موقفهم السياسي والاعتراف الفوري بدولة فلسطين.
ودعا عودة إلى ضرورة التركيز على مصطلح “دولة فلسطين” بكل مكوناتها، من غزة إلى الضفة الغربية.
