مدرات البول مفيدة فقط بإشراف طبيب متخصص

لا تظن أنك ستأخذ مدرات البول «منك لنفسك هكذا» دون إشراف طبيب أو أن الدواء إن أُخذ من غير روشتة كما يحدث فى بلادنا «حاجة كويسة» والأخطر من ذلك أن يؤخذ دون توثيق (لمعرفة الأسباب) حتى نتابع الحالة المرضية وبطبيعة الحال الروشتة الموثقة غير المختومة التى تتوافر على الأرصفة وغيرها أما إعطاء مدرات البول دون تخصص فى الطب فحدث ولا حرج والأغلب أن عندنا من يمارسون الطب «شرعاً» وهم غير أطباء والناس تسمح لهم بذلك ولن أزيد فى هذا الحديث فكلنا يعرف الكوارث التى تحدث وقد يدخل أحد إلى صيدلية ويأخذ حقنة مدر للبول ويخرج دون أن يسأله أحد لماذا؟ وهذا يعتبر جريمة فى حق الطب.
المهم أننا نحتاج مدرات البول لإزاحة كم من الماء فى جسد المريض لا يستطيع إخراجه بنفسه لظرف طارئ عارض أو ظرف مزمن ومن منا لا يعرف التأثير الرهيب لمدرات البول وقد تستخدم لأسباب طبية وغير طبية حتى بعض الرياضيين يتناولون مدرات البول يوم البطولة قبل الوزن لكى يتخلص من الماء فى الجسد فيعطى وزناً أقل فيكون لذلك ميزة على خصمه ولكى نبسط المعلومة فأمبولات مدرات البول تعمل سريعاً وقد تعطى عن طريق الحقن المباشر فى العضل أو الوريد أو الحقن المستمر وريداً Intravenous infusion وهى فعالة جداً ولا تؤثر على الكلى كما يدعى البعض بل تؤخذ بحساب وحسب وزن المريض سواء بالغ أو طفل أما الأقراص المدرة للبول فتنقسم إلى أنواع والى جرامات ولكل فعل رد فعل والعجيب أن أنواع مدرات البول تختلف حسب المكان الذى تعمل فيه فى الكلى وإن شئت الدقة فى الوحدة الوظيفية الصغيرة التى لا ترى بالعين المجردة واسمها الـNephron وتنقسم إلى رأس وأنبوبات وتعمل مدرات البول فى هذه المناطق.
ومن الأسئلة المشهورة هل سأظل آخذ مدرات البول طول العمر؟ والإجابة لا، وسؤال ثانٍ أهم كام جرام؟ والإجابة فى أغلب الأحوال نبدأ بجرعة بسيطة ثم نزيد حسب كمية البول وسؤال يقول متى نتوقف؟ والإجابة عند زوال تورم الساقين لأنه مؤشر جيد جداً يستطيع أى إنسان أن يلحظه وأيضاً يشعر بالراحة النفسية والعضوية وأخيراً هل حقن مدرات البول مهم فى الضغط المرتفع؟ والإجابة نعم بجانب علاج الضغط عن طريق الأقراص ومنها أيضاً الأعشاب وبعض الأشربة التى نأخذها شبه يومياً «تنزل الضغط» ولابد أن تؤخذ بحساب ولابد أن تعلم متى تأخذها ومدى حاجتك إليها فلم أعرف فى حياتى المهنية عضواً أكثر حيطة وتحمل وجهد وصبر مثل الكلى وهى دائماً المظلومة فى كل شىء من المكان الذى تجلس فيه فى أسفل الظهر فوق العمود الفقرى غير محمولة على شىء فيظن الناس أن اختفاءها هو تقليل من شأنها وفى ذلك حكمة لأنها مصرف ولابد أن يكون المصرف فى الأسفل مع أنها تعمل ولو كنت مقلوباً على رأسك. 
ويقول العارفون بالمدرات إنها لكفاءات إذا أحسنت المعطيات وتذهب الأزمات وتمنع الآهات من المنغصات الكلويات والإفراط فيها يؤدى إلى التهيؤات وتكون البدايات فى المصحات، فاحترس لما هو آت.

استشارى القلب- معهد القلب
‏[email protected]