رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الزاد

فى زمنٍ تختلط فيه الموازين وتُفرض فيه السياسات بمنطق القوة، يطل علينا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دائما فى ولايته الثانية، بتصرفات وتصريحات لا تليق برئيس أكبر دولة فى العالم. تصريحات لا تليق بدماء الأبرياء فى فلسطين، لا تليق بتشريد مئات الآلاف من البشر، وليس ذلك فحسب بل يزايد فى مواقفه المنحازة لإسرائيل. وهنا يصبح لزامًا على العرب أن يُظهروا غضبتهم، وأن يعيدوا رسم حدود العلاقة مع واشنطن، حتى يشعر ترامب وإسرائيل معًا أن العرب ليسوا فراغًا فى المعادلة الدولية.
لم يعد مقبولًا أن يتعامل القادة العرب مع الرئيس الأمريكى وكأنه شرطى العالم، أو أنه صاحب القول الفصل فى القضايا الدولية. تعبيراته وقراراته لا تدل على رئيس دولة يقود أكبر قوة فى العالم، بل على شخص يتصرف بعصبية واندفاع، الأمر الذى يثير الحيرة والتوتر ليس فقط فى الداخل الأمريكى، وإنما أيضا بين جيرانه وحلفائه.
الشعب الأمريكى نفسه يعيش حالة من الارتباك والقلق مع كل تصريح يطلقه، فما بالك ببقية شعوب العالم؟ إن ترامب بحاجة إلى أن يدرك أن العالم الذى يضم أكثر من ثمانية مليارات إنسان، هو لا يحكم فيه سوى 300 مليون نسمة يمثلون سكان بلاده. هذه حقيقة ينبغى أن توضع أمامه بوضوح، وألا يُترك لوهم أنه يملك مقاليد الكون.
هذا الرجل يشاهد يوميًا عشرات الشهداء، وعشرات الآلاف من المشردين والجائعين والعطشى والمرضى الذين يحتاجون للعلاج، ومع ذلك يلتزم الصمت بل يزايد على ذلك. أكثر من 60 ألف شهيد، ومئات الآلاف من النازحين والمشردين، ومع ذلك لا يشعر بهم ولا يتأثر بمأساتهم. هذه المفارقة الصارخة تكشف عن ازدواجية فاضحة فى مواقفه تجاه العدالة والإنسانية.
هنا تبرز أهمية الموقف المصرى، فقد أحسن الرئيس عبدالفتاح السيسى حين رفض حضور الجلسة التى دعا إليها ترامب مع القادة العرب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرًا، فالجلوس إلى مائدة حوار مع قائد لا يتحلى بالحياد، ولا يزن كلماته بميزان السياسة الرصينة، لا يضيف شيئًا بقدر ما ينتقص من مكانة العرب.. صحيح أنه بدا مختلفا فى الطرح بهذا الاجتماع الأخير وتراجع عن حديثه الإمبريالى بالاستيلاء على غزة وتحويلها إلى ريفيرا، ووعد هذه المرة بحل توافقى ينهى الحرب، لكن من يضمن لنا أنه سيصدق هذه المرة، فرصيده من الوفاء بالعهود مع مأساة غزة قد نفد، بسبب انحيازه الأعمى لإسرائيل.
إن هذه المرحلة تتطلب موقفًا عربيًا موحدًا، يضع حدا لسياسة ترامب المتهورة، ويعيد التوازن فى العلاقة مع واشنطن. فلا بد أن يشعر الرجل أن العرب قادرون على فرض احترامهم، وأن زمن الانقياد الأعمى وراء قرارات البيت الأبيض قد انتهى.
إسرائيل لابد أن تشعر بحجم الجرائم التى ارتكبت فى حق العرب، ولا بد أن تشعر أن أرض وسماء العرب لهما من يحميهما بعد الله سبحانه وتعالى. أما أساليب العصابات وقُطاع الطرق والهمجية فهو أسلوب يعكس سلوكًا عدوانيًا همجيًا متوارثًا من عشرات السنين.
وهذا السلوك يحتاج إلى أن يقابل بحسم.. أيها القادة اغضبوا وارفضوا وهددوا ونفذوا تهديدكم بالمقاطعة على الأقل.