«نتنياهو» يواصل جنونه

المقاومة الفلسطينية تتوعد.. ومطالب فى إسرائيل بوقف الإبادة
يواصل الاحتلال الصهيونى عدوانه الواسع والهمجى على قطاع غزة مجبرا عشرات الآلاف من المدنيين على النزوح من منازلهم تحت وطأة الصواريخ والرصاص والاستهداف المباشر لهم، سعيا لإعادة احتلال مدينتهم وتفريغها من أهلها. وذلك لليوم 720 على التوالى بارتكاب مجازر مروعة وتدمير المنشآت الحيوية والمبانى السكنية ارتقى وأصيب خلالها عشرات الفلسطينيين وسط استمرار النزوح المر تحت القصف بجنوب القطاع.
وتشهد المناطق الجنوبية والشرقية من مدينة غزة قصفًا مستمرًا بالمدفعية والطائرات الحربية والمسيرة، تزامنا مع نسف مبانٍ ومنازل حيث تركز الاستهداف على الأحياء السكنية. وقال الاحتلال، إن سلاح الجو التابع له شن أكثر من 170 غارة على أهداف فى مختلف أنحاء قطاع غزة.
واستهدفت غارة جوية إسرائيلية حى الصبرة جنوب مدينة غزة، كما استهدفت غارة أخرى بناية سكنية ثانية قرب مطعم التاج فى شارع اليرموك وسط المدينة.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من توقف خدمات بنوك الدم فى مستشفيات قطاع غزة بشكل كامل نتيجة عدم توفر المستهلكات المخبرية وأدوات نقل الدم.
وقالت «الصحة» فى بيان لها إن العجز الشديد فى أصناف المستهلكات بالمختبرات يزيد الأزمة تعقيدًا الى جانب النقص الحاد فى وحدات الدم ومكوناته.
وأكدت أنه لا يمكن استقبال أو نقل أى من وحدات الدم ومكوناته دون توفر المستهلكات المخبرية. وأوضحت أن الأزمة تعوق تغطية الاحتياج الطارئ للأقسام الحيوية وإجراء الفحوصات المخبرية مع تزايد أعداد الجرحى.
وكانت «الصحة» قد كشفت فى تصريحات سابقة عن أن الاحتياج اليومى فى غزة يتجاوز 350 وحدة دم، خاصة مع تزايد الإصابات الخطيرة التى تتطلب كميات إضافية من الدم لإنقاذ الأرواح.
ويواجه القطاع الصحى فى غزة أوضاعًا متدهورة، مع اكتظاظ المستشفيات بالمصابين، ونقص حاد فى الأدوية والمستلزمات، نتيجة حرب ممنهجة تستهدف البنية الصحية، من خلال القصف المباشر للمرافق الطبية ومنع دخول المعدات والوقود اللازم لتشغيلها.
وأكد رئيس مجمع الشفاء الطبى محمد أبوسلمية، أن الطواقم الطبية لا تزال تواصل عملها فى أقسام المستشفى رغم الظروف بالغة الصعوبة، مشدداً على أن المستشفى بحاجة عاجلة لتزويده بالمستلزمات والأدوية المنقذة للحياة فى ظل تزايد أعداد المصابين والمرضى.
وقال «أبوسلمية» فى تصريحات صحفية إن الكوادر الطبية، ورغم وجودها فى مواقعها للقيام بدورها الإنساني، إلا أنها تعيش حالة من الخوف والقلق نتيجة التجارب السابقة التى تعرض فيها مجمع الشفاء للحصار والتدمير، واعتقال العاملين وتصفية بعضهم باستهدافات مباشرة. وأوضح أن المرضى والمصابين داخل المستشفى يشاركون هذا القلق، خوفاً من أى تقدم عسكرى إسرائيلى نحو المجمع الطبي، ما يهدد حياتهم ويضاعف من معاناتهم الإنسانية.
ودعا رئيس مستشفى الشفاء إلى توفير حماية دولية وأممية للطواقم الطبية التى تؤدى مهامها الإنسانية البحتة، بعيدا عن أى تجاذبات سياسية أو عسكرية. وطالب بضرورة تحييد مجمع الشفاء الطبى وجميع الطواقم الصحية من الاستهداف الإسرائيلي، مشددًا على أن هذا الصرح الطبى يمثل عنوانًا إنسانيًا بامتياز، مهمته الوحيدة معالجة الجرحى والمرضى وإنقاذ الأرواح.
وكشفت صحيفة «معاريف» العبرية عن أن المؤسسة الأمنية للاحتلال الصهيونى أبلغت رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» بضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والعمل على الإفراج عن المحتجزين، فى ظل تطورات الوضع الميدانى الراهن.
وبحسب الصحيفة، فإن قيادة القوات وجهاز «الشاباك» يدركان أن حركة حماس حددت هدفا رئيسيا يتمثل فى اختطاف جندى خلال العمليات الجارية فى قطاع غزة، وتحديدا فى مدينة غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات تعمل على توعية عناصرها بطبيعة التهديد القائم، موضحة أن حماس تضع أسر إسرائيليين على رأس أولوياتها فى هذه المرحلة، ما يجعل هذا التهديد محورًا رئيسيًا فى تقديرات الأجهزة الأمنية.
وأضافت أن حركة حماس تتجنب خوض مواجهات مباشرة مع قوات الاحتلال من خلال خطوط دفاعية منظمة، وبدلًا من ذلك تتحصن تحت الأرض وتستعد لخوض حرب عصابات، عبر مهاجمة القوات بعد تمركزها داخل المدينة.
كما أوضحت الصحيفة أن حماس زرعت عددًا كبيرًا من العبوات الناسفة لاستهداف القوات الإسرائيلية، فى وقت يشكل فيه تآكل المبانى المرتفعة خطرًا إضافيًا، نتيجة الغارات الجوية التى أدت إلى تساقط كتل أسمنتية وجدران على القوات المتقدمة.
وأعلنت «معاريف» عن أن القوات الإسرائيلية العاملة فى شمال مدينة غزة تواجه فى الوقت الحالى خلايا مسلحة تحاول الاشتباك معها، مشيرة إلى أن عطلة العيد شهدت تسجيل عدة مواجهات فى المنطقة.
وتعتبر المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن نجاح حماس فى أسر جندى يعد إنجازا كبيرًا للحركة، ما يدفع الجيش إلى تعزيز جهوزية قواته وتوعيتها بكيفية التعامل مع هذا التهديد ومنع تحقيقه.
ووجهت كتائب القسام، الذراع العسكرى لحركة حماس تحذيرا للاحتلال الإسرائيلى من نتيجة الاستمرار فى توسيع عملياته العسكرية داخل المدينة.
وأكدت الكتائب فى رسالة مباشرة ومقتضبة أنه كلما زاد توسيع نطاق عمليات الاحتلال الإجرامية فى غزة، سيزداد الخطر على أسراهم، مطالبة تل أبيب بالتراجع إلى الخلف فورًا.